١٣

وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ

أما قوله تعالى: {فأرسل إلى هارون} فليس في الظاهر ذكر من الذي يرسل إليه، وفي الخبر أن اللّه تعالى أرسل موسى عليه السلام إليه، قال السدي: إن موسى عليه السلام سار بأهله إلى مصر والتقى بهرون وهو لا يعرفه، فقال أنا موسى، فتعارفا وأمره أن ينطلق معه إلى فرعون لأداء الرسالة، فصاحت أمهما لخوفهما عليهما فذهبا إليه، ويحتمل أن يكون المراد أرسل إليه جبريل، لأن رسول اللّه إلى الأنبياء جبريل عليه السلام، فلما كان هو متعينا لهذا الأمر حذف ذكره لكونه معلوما، وأيضا ليس في الظاهر أنه يرسل لماذا، لكن فحوى الكلام يدل على أنه طلبه للمعونة فيما سأل، كما يقال إذا نابتك نائبة، فأرسل إلى فلان أي ليعينك فيها وليس في الظاهر أنه التمس كون هرون نبيا معه، لكن قوله: {فقولا إنا رسول رب العالمين} يدل عليه.

﴿ ١٣