٣فقوله {هدى} أي بيانا وفرقانا، وأما التفسير فمثل تفسير قوله تعالى: {الم * ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى} (البقرة: ١ و٢) وكما قيل هناك إن المعنى بذلك هذا، كذلك قيل بأن المراد بتلك هذه، ويمكن أن يقال كما قلنا هناك إن تلك إشارة إلى الغائب معناها آيات القرآن آيات الكتاب الحكيم وعند إنزال هذه الآيات التي نزلت مع {الم تلك ءايات الكتاب الحكيم} لم تكن جميع الآيات نزلت فقال تلك إشارة إلى الكل أي آيات القرآن تلك آيات، وفيه مسائل: المسألة الأولى: قال في سورة البقرة {ذالك الكتاب} (البقرة: ١) ولم يقل الحكيم، وههنا قال {الحكيم} فلما زاد ذكر وصف الكتاب زاد ذكر أمر في أحواله فقال: {هدى ورحمة} وقال هناك {هدى للمتقين} (البقرة: ١) فقوله: {هدى} في مقابلة قوله: {الكتاب} وقوله: {ورحمة} في مقابلة قوله: {الحكيم} ووصف الكتاب بالحكيم على معنى ذي الحكم كقوله تعالى: {فى عيشة راضية} (الحاقة: ٢١) أي ذات رضا. المسألة الثانية: قال هناك {للمتقين} وقال ههنا {للمحسنين} لأنه لما ذكر أنه هدى ولم يذكر شيئا آخر قال: {للمتقين} أي يهتدي به من يتقي الشرك والعناد والتعصب، وينظر فيه من غير عناد، ولما زاد ههنا رحمة قال: {للمحسنين} أي المتقين الشرك والعناد الآتين بكلمة الإحسان فالمحسن هو الآتي بالإيمان والمتقي هو التارك للكفر، كما قال تعالى: {إن اللّه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} (النحل: ١٢٨) ومن جانب الكفر كان متقيا وله الجنة، ومن أتى بحقيقة الإيمان كان محسنا وله الزيادة لقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس: ٢٦) ولأنه لما ذكر أنه رحمة قال: {للمحسنين} لأن رحمة اللّه قريب من المحسنين. المسألة الثالثة: قال هناك {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلواة} (البقرة: ٣) |
﴿ ٣ ﴾