١٨

{قد يعلم اللّه المعوقين منكم والقآئلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا}.

أي الذين يثبطون المسلمين ويقولون تعالوا إلينا ولا تقاتلوا مع محمد صلى اللّه عليه وسلم وفيه وجهان

أحدهما: أنهم المنافقون الذين كانوا يقولون للأنصار لا تقاتلوا وأسلموا محمدا إلى قريش

وثانيهما: اليهود الذين كانوا يقولون لأهل المدينة تعالوا إلينا وكونوا معنا وهلم بمعنى تعال أو احضر ولا تجمع في لغة الحجاز وتجمع في غيرها فيقال للجماعة هلموا وللنساء هلمن،

وقوله: {ولا يأتون البأس إلا قليلا} يؤيد الوجه الأول وهو أن المراد منهم المنافقون وهو يحتمل وجهين

أحدهما: {لا يأتون * البأس} بمعنى يتخلفون عنكم ولا يخرجون معكم وحينئذ قوله تعالى: {أشحة عليكم} أي بخلاء حيث لا ينفقون في سبيل اللّه شيئا

وثانيهما: لا يأتون البأس بمعنى لا يقاتلون معكم ويتعللون عن الاشتغال بالقتال وقت الحضور معكم،

وقوله: {أشحة عليكم} أي بأنفسهم وأبدانهم.

﴿ ١٨