ÓõæÑóÉõ Õۤ ãóßøöíøóÉñ

æóåöíó ËóãóÇäò æóËóãóÇäõæäó ÂíóÉð

تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير)

مفاتيح الغيب - الإمام العلامة فخر الدين الرازى

أبو عبد اللّه محمد بن عمر بن الحسين

الشافعي (ت ٦٠٦ هـ ١٢٠٩ م)

_________________________________

سورة ص

ثمانون وثمان آيات مكية

_________________________________

١

{والقرءان ذى الذكر}

وفيه مسائل:

المسألة الأولى: الكلام المستقصى في أمثال هذه الفواتح مذكور في أول سورة البقرة ولا بأس بإعادة بعض الوجوه

فالأول: أنه مفتاح أسماء اللّه تعالى التي أولها صاد، كقولنا صادق الوعد، صانع المصنوعات، صمد

والثاني: معناه صدق محمد في كل ما أخبر به عن اللّه

الثالث: معناه صد الكفار عن قبول هذا الدين، كما قال تعالى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللّه} (النحل: ٨٨)

الرابع: معناه أن القررن مركب من هذه الحروف وأنتم قادرون عليها ولستم قادرين على معارضة القرآن، فدل ذلك على أن القرآن معجز

الخامس: أن يكون صاد بكسر الدال من المصادة وهي المعارضة ومنها لاصدى وهو ما يعارض صوتك في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة، ومعناه عارض القرآن بعملك فاعلم بأوامره وانته عن نواهيه

السادس: أنه اسم السورة والتقدير هذه صاد،

فإن قيل ههنا إشكالان

أحدهما: أن قوله: {والقرءان ذى الذكر} قسم وأين المقسم عليه؟

والثاني: أن كلمة (بل) تقتضي رفع حكم ثبت قلبها، وإثبات حكم بعدها يناقض الحكم السابق، فأين هذا المعنى ههنا؟

والجواب: عن الأول من وجوه

الأول: أن يكون معنى صاد، بمعنى صدق محمد صلى اللّه عليه وسلم ، فيكون صاد هو المقسم عليه، وقوله: {ص والقرءان ذى} هو

القسم الثاني: أن يكون المقسم عليه محذوفا، والتقدير سورة (ص والقرآن ذي الذكر) أنه لكلام معجز، لأنا بينا أن قوله {ص} تنبيه على التحدي

والثالث: أن يكون صاد اسما للسورة، ويكون التقدير هذه ص والقرآن ذي الذكر، ولما كان المشهور، أن محمدا عليه السلام يدعي في هذه السورة كونها معجزة، كان قوله هذه ص جاريا مجرى

﴿ ١