٢٣ثم قال تعالى: {وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} وهذا نص صريح في أن من ظن باللّه تعالى أنه يخرج شيء من المعلومات عن علمه فإنه يكون من الهالكين الخاسرين، قال أهل التحقيق الظن قسمان ظن حسن باللّه تعالى وظن فاسد، أما الظن الحسن فهو أن يظن به الرحمة والفضل، قال صلى اللّه عليه وسلم حكاية عن اللّه عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي" وقال صلى اللّه عليه وسلم : "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللّه"، والظن القبيح فاسد وهو أن يظن باللّه أنه يعزب عن علمه بعض هذه الأحوال، وقال قتادة: الظن نوعان ظن منج وظن مرد، فالمنح قوله {إنى ظننت أنى ملاق حسابيه} (الحاقة: ٢٠) وقوله {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} (البقرة: ٤٦)، وأما الظن المردي فهو قوله {وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم} قال صاحب "الكشاف" {تعملون وذلكم} رفع بالابتداء {*وظنكم} و{بربكم أرداكم} خبران ويجوز أن يكون ظنكم بدلا من ذلاكم وأرداكم الخبر. |
﴿ ٢٣ ﴾