٢٨وثانيها: قوله تعالى: {وترى كل أمة جاثية} قال الليث الجثو الجلوس على الركب كما يجثى بين يدي الحاكم، قال الزجاج ومثله جذا يجذو، قال صاحب "الكشاف": وقرىء جاذية، قال أهل اللغة والجذو أشد استيفازا من الجثو، لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه، وعن ابن عباس جاثية مجتمعة مرتقبة لما يعمل بها. ثم قال تعالى: {كل أمة تدعى إلى كتابها} على الابتداء وكل أمة على الإبدال من كل أمة، وقوله {إلى كتابها} أي إلى صحائف أعمالها، فاكتفى باسم الجسني كقوله تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه} (الكهف: ٤٩) والظاهر أنه يدخل فيه المؤمنون والكافرون لقوله تعالى بعد ذلك {فأما الذين ءامنوا}. ثم قال تعالى: {وأما الذين كفروا} فإن قيل الجثو على الركبة إنما يليق بالخائف والمؤمنون لا خوف عليهم يوم القيامة، قلنا إن المحق الآمن قد يشارك المبطل في مثل هذه الحالة إلى أن يظهر كونه محقا. ثم قال تعالى: {اليوم تجزون} والتقدير يقال لهم اليوم تجزون، فإن قيل كيف أضيف الكتاب إليهم وإلى اللّه تعالى؟ |
﴿ ٢٨ ﴾