١٨{يوم يبعثهم اللّه جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ...}. قال ابن عباس: إن المنافق يحلف للّه يوم القيامة كذبا كما يحلف لأوليائه في الدنيا كذبا أما الأول: فكقوله: {واللّه ربنا ما كنا مشركين} (الأنعام: ٢٣). وأما الثاني: فهو كقوله: {ويحلفون باللّه إنهم لمنكم} (البقرة: ٥٦) والمعنى أنهم لشدة توغلهم في النفاق ظنوا يوم القيامة أنه يمكنهم ترويج كذبهم بالأيمان الكاذبة على علام الغيوب، فكان هذا الحلف الذميم يبقى معهم أبدا، وإليه الإشارة بقوله: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه} (الأنعام: ٢٨) قال الجبائي والقاضي: إن أهل الآخرة لا يكذبون، فالمراد من الآية أنهم يحلفون في الآخرة أنا ما كنا كافرين عند أنفسنا، وعلى هذا الوجه لا يكون هذا الحلف كذبا، وقوله: {ألا إنهم هم الكاذبون} أي في الدنيا، واعلم أن تفسير الآية بهذا الوجه لا شك أنه يقتضي ركاكة عظيمة في النظم، وقد استقصينا هذه المسألة في سورة الأنعام في تفسير قوله: {واللّه ربنا ما كنا مشركين} (الأنعام: ٢٣). |
﴿ ١٨ ﴾