٢١

فقال: {كتب اللّه لاغلبن أنا ورسلى}

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: قرأ نافع وابن عامر: {أنا ورسلى} بفتح الياء، والباقون لا يحركون، قال أبو علي: التحريك والإسكان جميعا جائزان.

المسألة الثانية: غلبة جميع الرسل بالحجة مفاضلة، إلا أن منهم من ضم إلى الغلبة بالحجة الغلبة بالسيف، ومنهم من لم يكن كذلك، ثم قال: {إن اللّه قوى} على نصرة أنبيائه: {عزيز} غالب لا يدفعه أحد عن مراده، لأن كل ما سواه ممكن الوجود لذاته، والواجب لذاته يكون غالبا للممكن لذاته، قال مقاتل: إن المسلمين قالوا: إنا لنرجو أن يظهرنا اللّه على فارس والروم، فقال عبد اللّه بن أبي: أتظنون أن فارس والروم كبعض القرى التي غلبتموهم، كلا واللّه إنهم أكثر جمعا وعدة فأنزل اللّه هذه الآية.

﴿ ٢١