٤بم ثم قال تعالى: {إن تتوبآ إلى اللّه فقد صغت قلوبكما ...}. قوله: {إن تتوبا إلى اللّه} خطاب لعائشة وحفصة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما والتوبة من التعاون على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالإيذاء {فقد صغت قلوبكما} أي عدلت ومالت عن الحق، وهو حق الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك حق عظيم يوجد فيه استحقاق العتاب بأدنى تقصير وجواب الشرط محذوف للعلم به على تقدير: كان خيرا لكما، والمراد بالجمع في قوله تعالى: {قلوبكما} التثنية، قال الفراء: وإنما اختير الجمع على التثنية لأن أكثر ما يكون عليه الجوارح إثنان إثنان في الإنسان كاليدين والرجلين والعينين، فلما جرى أكثره على ذلك ذهب بالواحد منه إذا أضيف إلى إثنين مذهب الإثنين، وقد مر هذا، وقوله تعالى: {وإن تظاهرا عليه} أي وإن تعاونا على النبي صلى اللّه عليه وسلم بالإيذاء {فإن اللّه هو مولاه} أي لم يضره ذلك التظاهر منكما {*ومولاه} أي وليه وناصره {مولاه وجبريل} رأس الكروبيين، قرن ذكره بذكره مفردا له من الملائكة تعظيما له وإظهارا لمكانته (عنده) {وصالح المؤمنين}. قال ابن عباس: يريد أبا بكر وعمر مواليين النبي صلى اللّه عليه وسلم على من عاداه، وناصرين له، وهو قول المقاتلين، وقال الضحاك خيارالمؤمنين، وقيل من صلح من المؤمنين، أي كل من آمن وعمل صالحا، وقيل: من برىء منهم من النفاق، وقيل: الأنبياء كلهم، وقيل: الخلفاء وقيل: الصحابة، وصالح ههنا ينوب عن الجمع، ويجوز أن يراد به الواحد والجمع، وقوله تعالى: {والملئكة بعد ذالك} أي بعد حضرة اللّه وجبريل وصالح المؤمنين {ظهير} أي فوج مظاهر للنبي صلى اللّه عليه وسلم ، وأعوان له وظهير في معنى الظهراء، كقوله: {وحسن أولئك رفيقا} (النساء: ٦٩) قال الفراء: والملائكة بعد نصرة هؤلاء ظهير، قال أبو علي: وقد جاء فعيل مفردا يراد به الكثرة كقوله تعالى: {ولا يسئل حميم حميما * يبصرونهم} (المعارج: ١٠، ١١) |
﴿ ٤ ﴾