٢٤{وقد أضلوا كثيرا} فيه وجهان: الأول: أولئك الرؤساء قد أضلوا كثيرا قبل هؤلاء الموصين (بأن يتمسكوا) بعبادة الأصنام وليس هذا أول مرة اشتغلوا بالإضلال الثاني: يجوز أن يكون الضمير عائدا إلى الأصنام، كقوله: {إنهن أضللن كثيرا من الناس} (إبراهيم: ٣٦) وأجرى الأصنام على هذا القول مجرى الآدميين كقوله: {ألهم أرجل}، وأما قوله تعالى: {ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} ففيه سؤالان: الأول: كيف موقع قوله: {ولا تزد الظالمين}؟ الجواب: كأن نوحا عليه السلام لما أطنب في تعديد أفعالهم المنكرة وأقوالهم القبيحة امتلأ قلبه غيظا وغضبا عليهم فختم كلامه بأن دعا عليهم. السؤال الثاني: إنما بعث ليصرفهم عن الضلال فكيف يليق به أن يدعو اللّه في أن يزيد في ضلالهم؟ الجواب: من وجهين: الأول: لعله ليس المراد الضلال في أمر الدين، بل الضلال في أمر دنياهم، وفي ترويج مكرهم وحيلهم الثاني: الضلال العذاب لقوله: {إن المجرمين فى ضلال وسعر} (القمر: ٤٧). |
﴿ ٢٤ ﴾