٨وثالثها: قوله تعالى: {وخلقناكم أزواجا} وفيه قولان: الأول: المراد الذكر والأنثى كما قال: {وأنه خلق الزوجين الذكر والانثى} (النجم: ٤٥)، والثاني: أن المراد منه كل زوجين و(كل) متقابلين من القبيح والحسن والطويل والقصير وجميع المتقابلات والأضداد، كما قال: {ومن كل شىء خلقنا زوجين} (الذاريات: ٤٩) وهذا دليل ظاهر على كمال القدرة ونهاية الحكمة حتى يصح الابتلاء والامتحان، فيتعبد الفاضل بالشكر والمفضول بالصبر ويتعرف حقيقة كل شيء بضده، فالإنسان إنما يعرف قدر الشباب عند الشيب، وإنما يعرف قدر الأمن عند الخوف، فيكون ذلك أبلغ في تعريف النعم. |
﴿ ٨ ﴾