٦

{إن الإنسان لربه لكنود}.

أحدها: قوله: {إن الإنسان لربه لكنود} قال الواحدي: أصل الكنود منع الحق والخير والكنود الذييمنع ما عليه، والأرض الكنود هي التي لا تنبت شيئا ثم للمفسرين عبارات، فقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة: الكنود هو الكفور قالوا: ومنه سمي الرجل المشهور كندة لأنه كند أباه ففارقه، وعن الكلبي الكنود بلسان كندة العاصي وبلسان بني مالك البخيل، وبلسان مضر وربيعة الكفور، وروى أبو أمامة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أن: {*الكنود} هو الكفور الذي يمنع رفده، ويأكل وحده، ويضرب عبده، وقال الحسن: {*الكنود} اللوام لربه يعد المحن والمصائب، وينسى النعم والراحات، وهو كقوله: {وأما إذا ما ابتلاه * ربه * فقدره * عليه رزقه *فيقول ربى أهانن}.

واعلم أن معنى الكنود لا يخرج عن أن يكون كفرا أو فسقا، وكيفما كان فلا يمكن حمله على كل الناس، فلا بد من صرفه إلى كافر معين، أو إن حملناه على الكل كان المعنى أن طبع الإنسان يحمله على ذلك إلا إذا عصمه اللّه بلطفه وتوفيقيه من ذلك، والأول قول الأكثرين قالوا: لأن ابن عباس قال: إنها نزلت في قرط بن عبد اللّه بن عمرو بن نوفل القرشي، وأيضا فقوله: {أفلا يعلم إذا بعثر ما فى القبور} لا يليق إلا بالكافر، لأن ذلك كالدلالة على أنه منكر لذلك الأمر.

﴿ ٦