٩

واعلم أنه تعالى لما عد عليه قبائح أفعاله خوفه، فقال: {أفلا يعلم إذا بعثر ما فى القبور}

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: القول في : {بعثر} مضى في قوله تعالى: {وإذا القبور بعثرت} وذكرنا أن معنى: {بعثرت} بعث وأثير وأخرج، وقرىء بحثر.

المسألة الثانية: لقائل أن يسأل لم قال:{بعثر ما فى القبور} ولم يقل: بعثرمن في القبور؟

ثم إنه لما قال:ما في القبور، فلم قال: {إن ربهم بهم} ولم يقل: إن ربها بها يومئذ لخبيير

الجواب عن السؤال الأول: هو أن ما في الأرض من غير المكلفين أكثر فأخرج الكلام على الأغلب، أو يقال: إنهم حال ما يبعثون لا يكونون أحياء عقلاء بل بعد البعث يصيرون كذلك، فلا جرم كان الضمير الأول ضمير غير العقلاء، والضمير الثاني ضمير العقلاء.

﴿ ٩