١٤٠

قوله تعالى: {أم تقولون} بمعنى قالوا. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص {تقولون} بالتاء وهي قراءة حسنة، لأن الكلام متسق، كأن المعنى: أتحاجوننا في اللّه أم تقولون إن الأنبياء كانوا على دينكم، فهي أم المتصلة، وهي على قراءة من قرأ بالياء منقطعة، فيكون كلامين وتكون {أم} بمعنى بل.

{هودا} خبر كان، وخبر {إن} في الجملة. ويجوز في غير القرآن رفع {هودا} على خبر {إن} وتكون كان ملغاة، ذكره النحاس.

قوله تعالى: {قل أأنتم أعلم أم اللّه} تقرير وتوبيخ في ادعائهم بأنهم كانوا هودا أو نصارى. فرد اللّه عليهم بأنه أعلم بهم منكم، أي لم يكونوا هودا ولا نصارى.

قوله تعالى: {ومن أظلم} لفظه الاستفهام، والمعنى: لا أحد أظلم. {ممن كتم شهادة} يريد علمهم بأن الأنبياء كانوا على الإسلام.

وقيل: ما كتموه من صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم، قاله قتادة، والأول أشبه بسياق الآية.

{وما اللّه بغافل عما تعملون} وعيد وإعلام بأنه لم يترك أمرهم سدى وأنه يجازيهم على أعمالهم. والغافل: الذي لا يفطن للأمور إهمالا منه، مأخوذ من الأرض الغفل وهي التي لا علم بها ولا أثر عمارة. وناقة غفل: لا سمة بها. ورجل غفل: لم يجرب الأمور. وقال الكسائي: أرض غفل لم تمطر. غفلت عن الشيء غفلة وغفولا، وأغفلت الشيء: تركته على ذكر منك.

﴿ ١٤٠