٩٩

قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل اللّه} أي تصرفون عن دين اللّه {من آمن}.

وقرأ الحسن {تُصِدون} بضم التاء وكسر الصاد وهما لغتان: صَدّ وأصَدّ؛ مثل صل اللحم وأصَلَّ إذا أنتن، وخم وأخم أيضا إذا تغير.

{تبغونها عوجا} تطلبون لها، فحذف اللام؛ مثل {وإذا كالوهم} [المطففين: ٣]. يقال: بغيت له كذا أي طلبته. وأبغيته كذا أي أعنته. والعوج: الميل والزيغ (بكسر العين) في الدِّين والقول والعمل وما خرج عن طريق الاستواء. و(بالفتح) في الحائط والجدار وكل شخص قائم؛ عن أبي عبيدة وغيره. ومعنى قوله تعالى: {يتبعون الداعي لا عوج له} [طه: ١٠٨] أي لا يقدرون أن يعوجوا عن دعائه. وعاج بالمكان وعوج أقام ووقف. والعائج الواقف؛ قال الشاعر:

هل أنتم عائجون بنا لَعَنّا  نرى العَرَصاتِ أو أثر الخيام

والرجل الأعوج: السيء الخلق، وهو بيِّن العَوَج. والعُوج من الخيل التي في أرجلها تحنيب. والأعوجية من الخيل تنسب إلى فرس كان في الجاهلية سابقا. ويقال: فرس محنب إذا كان بعيد ما بين الرجلين بغير فَحَج، وهو مدح. ويقال: الحَنَب اعوجاج في الساقين. قال الخليل التحنيب يوصف في الشدة، وليس ذلك باعوجاج.

قوله تعالى: {وأنتم شهداء} أي عقلاء. وقيل: شهداء أن في التوراة مكتوبا أن دين اللّه الذي لا يقبل غيره الإسلام، إذ فيه نعت محمد صلى اللّه عليه وسلم.

﴿ ٩٩