١١١ قوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} يعني كذبهم وتحريفهم وبهتهم؛ لا أنه تكون لهم الغلبة؛ عن الحسن وقتادة. فالاستثناء متصل، والمعنى لن يضروكم إلا ضرا يسيرا؛ فوقع الأذى موقع المصدر. فالآية وعد من اللّه لرسوله صلى اللّه عليه وسلم وللمؤمنين، إن أهل الكتاب لا يغلبونهم وأنهم منصورون عليهم لا ينالهم منهم اصطلام إلا إيذاء بالبهت والتحريف، وأما العاقبة فتكون للمؤمنين. وقيل: هو منقطع، والمعنى لن يضروكم البتة، لكن يؤذونكم بما يُسمِّعونكم. قال مقاتل: إن رؤوس اليهود: كعب وعدي والنعمان وأبو رافع وأبو ياسر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم: عبداللّه بن سلام وأصحابه فآذوهم لإسلامهم؛ فأنزل اللّه تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} يعني باللسان، وتم الكلام. ثم قال: {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} يعني منهزمين، وتم الكلام. {ثم لا ينصرون} مستأنف؛ فلذلك ثبتت فيه النون. وفي هذه الآية معجزة للنبي عليه السلام؛ لأن من قاتله من اليهود ولاه دبره. |
﴿ ١١١ ﴾