١٥٦ قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا} يعني المنافقين. {وقالوا لإخوانهم} يعني في النفاق أو في النسب في السرايا التي بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى بئر معونة. {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا} فنهي المسلمون أن يقولوا مثل قولهم. وقوله: {إذا ضربوا} هو لما مضى؛ أي إذ ضربوا؛ لأن في الكلام معنى الشرط من حيث كان {الذين} مبهما غير موقت، فوقع {إذا} موقع {إذ} كما يقع الماضي في الجزاء موضع المستقبل. ومعنى {ضربوا في الأرض} سافروا فيها وساروا لتجارة أو غيرها فماتوا. {أو كانوا غزى} غزاة فقتلوا. والغُزَّى جمع منقوص لا يتغير لفظها في رفع وخفض، وأحدهم غاز، كراكع وركع، وصائم وصوم، ونائم ونوم، وشاهد وشهد، وغائب وغيب. ويجوز في الجمع غزاة مثل قضاة، وغزاء بالمد مثل ضراب وصوام. ويقال: غَزِيّ جمع الغَزَاة. قال الشاعر: قل للقوافل والغزي إذا غزوا وروي عن الزهري أنه قرأه {غزى} بالتخفيف. والمعزية المرأة التي غرا زوجها. وأتان مغزية متأخرة النتاج ثم تنتج. وأغزت الناقة إذا عسر لقاحها. والغزو قصد الشيء. والمغزى المقصد. ويقال في النسب إلى الغزو: غَزَوِيُّ. قوله تعالى: {ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم} يعني ظنهم وقولهم. واللام متعلقة بقوله {قالوا} أي ليجعل ظنهم أنهم لو لم يخرجوا ما قتلوا. {حسرة} أي ندامة {في قلوبهم}. والحسرة الاهتمام على فائت لم يقدر بلوغه؛ قال الشاعر: فواحسرتي لم أقض منها لبانتي ولم أتمتع بالجوار وبالقرب وقيل: هي متعلقة بمحذوف. والمعنى: لا تكونوا مثلهم {ليجعل اللّه ذلك} القول {حسرة في قلوبهم} لأنهم ظهر نفاقهم. وقيل: المعنى لا تصدقوهم ولا تلتفتوا إليهم؛ فكان ذلك حسرة في قلوبهم. وقيل: {ليجعل اللّه ذلك حسرة في قلوبهم} يوم القيامة لما هم فيه من الخزي والندامة، ولما فيه المسلمون من النعيم والكرامة. قوله تعالى: {واللّه يحي ويميت} أي يقدر على أن يحيي من يخرج إلى القتال، ويميت من أقام في أهله. {واللّه بما تعملون بصير} قرئ بالياء والتاء. ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيل اللّه والموت فيه خير من جميع الدنيا. |
﴿ ١٥٦ ﴾