٢٨

قوله تعالى: {والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس} الآية. عطف تعالى على {الذين يبخلون} [آل عمران: ١٨٠]: {الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس}.

وقيل: هو عطف على الكافرين، فيكون في موضع خفض. ومن رأى زيادة الواو أجاز أن يكون الثاني عنده خبرا للأول.

قال الجمهور نزلت في المنافقين: لقوله تعالى: {رئاء الناس} والرئاء من النفاق. مجاهد: في اليهود. وضعفه الطبري؛ لأنه تعالى نفى عن هذه الصفة الإيمان باللّه واليوم الآخر، واليهود ليس كذلك.

قال ابن عطية: وقول مجاهد متجه على المبالغة والإلزام؛ إذ إيمانهم باليوم الآخر كالإيمان من حيث لا ينفعهم.

وقيل: نزلت في مطعمي يوم بدر، وهم رؤساء مكة؛ أنفقوا على الناس ليخرجوا إلى بدر. قال ابن الحربي: ونفقة الرئاء تدخل في الأحكام من حيث إنها لا تجزئ. قلت: ويدل على ذلك من الكتاب قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم} [التوبة: ٥٣] وسيأتي.

قوله تعالى: {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا} في الكلام إضمار تقديره

{ولا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} فقرينهم الشيطان {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا}. والقرين: المقارن، أي الصاحب والخليل وهو فعيل من الإقران؛ قال عدي بن زيد:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه  فكل قرين بالمقارن يقتدي

والمعنى: من قبل من الشيطان في الدنيا فقد قارنه. ويجوز أن يكون المعنى من قرن به الشيطان في النار {فساء قرينا} أي فبئس الشيطان قرينا، وهو نصب على التمييز.

﴿ ٣٨