١٣٣ قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم }يعني بالموت {أيها الناس }يريد المشركين والمنافقين {ويأت بآخرين }يعني بغيركم. ولما نزلت هذه الآية ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ظهر سلمان وقال: (هم قوم هذا ). وقيل: الآية عامة، أي وإن تكفروا يذهبكم ويأت بخلق أطوع للّه منكم. وهذا كما قال في آية أخرى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: ٣٨]. وفي الآية تخويف وتنبيه لجميع من كانت له ولاية وإمارة ورياسة فلا يعدل في رعيته، أو كان عالما فلا يعمل بعلمه ولا ينصح الناس، أن يذهبه ويأتي بغيره. { وكان اللّه على ذلك قديرا }والقدرة صفة أزلية، لا تتناهى مقدوراته، كما لا تتناهى معلوماته، والماضي والمستقبل في صفاته بمعنى واحد، وإنما خص الماضي بالذكر لئلا يتوهم أنه يحدث في ذاته وصفاته. والقدرة هي التي يكون بها الفعل ولا يجوز وجود العجز معها. |
﴿ ١٣٣ ﴾