٦

قوله تعالى: {يجادلونك في الحق بعد ما تبين} مجادلتهم: قولهم لما ندبهم إلى العير وفات العير وأمرهم بالقتال ولم يكن معهم كبير أهبة شق ذلك عليهم وقالوا: لو أخبرتنا بالقتال لأخذنا العدة. ومعنى {في الحق} أي في القتال.

{بعد ما تبين} لهم أنك لا تأمر بشيء إلا بإذن اللّه.

وقيل: بعد ما تبين لهم أن اللّه وعدهم إما الظفر بالعير أو بأهل مكة، وإذ فات العير فلا بد من أهل مكة والظفر بهم. فمعنى الكلام الإنكار لمجادلتهم.

{كأنما يساقون إلى الموت} كراهة للقاء القوم.

{وهم ينظرون} أي يعلمون أن ذلك واقع بهم؛ قال اللّه تعالى: {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} [النبأ: ٤٠] أي يعلم.

﴿ ٦