|
٨٨ قوله تعالى: {قال أما من ظلم} أي من أقام على الكفر منكم، {فسوف نعذبه} أي بالقتل {ثم يرد إلى ربه} أي يوم القيامة: {فيعذبه عذابا نكرا} أي شديدا في جهنم. {وأما من آمن وعمل صالحا} أي تاب من الكفر {فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا} قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم {فله جزاء الحسنى} بالرفع على الابتداء أو بالاستقرار و{الحسنى} موضع خفض بالإضافة ويحذف التنوين للإضافة؛ أي له جزاء الحسنى عند اللّه تعالى في الآخرة وهي الجنة، فأضاف الجزاء إلى الجنة، كقوله: {حق اليقين} [الواقعة: ٩٥]، {ولدار الآخرة} [الأنعام: ٣٢]؛ قاله الفراء. ويحتمل أن يريد بـ {الحسنى} الأعمال الصالحة ويمكن أن يكون الجزاء من ذي القرنين؛ أي أعطيه وأتفضل عليه ويجوز أن يحذف التنوين لالتقاء الساكنين ويكون {الحسنى} في موضع رفع على البدل عند البصريين، وعلى الترجمة عند الكوفيين، وعلى هذا قراءة ابن أبي إسحاق {فله جزاء الحسنى} إلا أنك لم تحذف التنوين، وهو أجود. وقرأ سائر الكوفيين {فله جزاء الحسنى} منصوبا منونا؛ أي فله الحسنى جزاء قال الفراء: {جزاء} منصوب على التمييز وقيل: على المصدر؛ وقال الزجاج: هو مصدر في موضع الحال؛ أي مجزيا بها جزاء وقرأ ابن عباس ومسروق {فله جزاء الحسنى} منصوبا غير منون وهي عند أبي حاتم على حذف التنوين لالتقاء الساكنين مثل {فله جزاء الحسنى} في أحد الوجهين. النحاس: وهذا عند غيره خطأ لأنه ليس موضع حذف تنوين لالتقاء الساكنين ويكون تقديره: فله الثواب جزاء الحسنى. |
﴿ ٨٨ ﴾