٨ قوله تعالى: {قال رب أنى يكون لي غلام} ليس على معنى الإنكار لما أخبر اللّه تعالى به، بل على سبيل التعجب من قدرة اللّه تعالى أن يخرج ولدا من امرأة عاقر وشيخ كبير. وقيل: غير هذا مما تقدم في {آل عمران} بيانه. {وقد بلغت من الكبر عتيا} يعني النهاية في الكبر واليبس والجفاف؛ ومثله العسي؛ قال الأصمعي: عسا الشيء يعسو عسوا وعساء ممدود أي يبس وصلب، وقد عسا الشيخ يعسو عسيا ولى وكبر مثل عتا؛ يقال: عتا الشيخ يعتو عتيا وعتيا كبر وولى، وعتوت يا فلان تعتو عتوا وعتيا. والأصل عتو لأنه من ذوات الواو، فأبدلوا من الواو ياء؛ لأنها أختها وهي أخف منها، والآيات على الياءات. ومن قال: {عتيا} كره الضمة مع الكسرة والياء؛ وقال الشاعر: إنما يعذر الوليد ولا يعـ ـذر من كان في الزمان عتيا وقرأ ابن عباس {عسيا} وهو كذلك مصحف أبي. وقرأ يحيي بن وثاب وحمزة والكسائي وحفص {عتيا} بكسر العين وكذلك {جثيا} و{صليا} حيث كن. وضم حفص {بكيا} خاصة، وكذلك الباقون في الجميع، وهما لغتان. وقيل: {عتيا} قسيا؛ يقال: ملك عات إذا كان قاسي القلب. |
﴿ ٨ ﴾