٥٨

قوله تعالى: {ولوطا} أي وأرسلنا لوطا، أو اذكر لوطا

{إذ قال لقومه} وهم أهل سدوم. وقال لقومه: {أتأتون الفاحشة} الفعلة القبيحة الشنيعة.

{وأنتم تبصرون} أنها فاحشة، وذلك أعظم لذنوبكم.

وقيل: يأتي بعضكم بعضا وأنتم تنظرون إليه. وكانوا لا يستترون عتوا منهم وتمردا.

{أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء} أعاد ذكرها لفرط قبحها وشنعتها.

{بل أنتم قوم تجهلون} إما أمر التحريم أو العقوبة. واختيار الخليل وسيبويه تخفيف الهمزة الثانية من {أئنكم} فأما الخط فالسبيل فيه أن يكتب بألفين على الوجوه كلها؛ لأنها همزة مبتدأة دخلت عليها ألف الاستفهام.

قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} أي عن أدبار الرجال. يقولون ذلك استهزاء منهم؛ قاله مجاهد. وقال قتادة: عابوهم واللّه بغير عيب بأنهم يتطهرون من أعمال السوء.

{فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين} وقرأ عاصم: {قدرنا} مخففا والمعنى واحد. يقال قد قدرت الشيء قدرا وقدرا وقدرته.

{وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين} أي من أنذر فلم يقبل الإنذار. وقد مضى بيانه.

﴿ ٥٨