٢٧

قوله تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} يعني الذين عاونوا الأحزاب: قريشا وغطفان وهم بنو قريظة وقد مضى خبرهم {من صياصيهم} أي حصونهم وأحدها صيصة. قال الشاعر:

فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت  نساء تميم يبتدرن الصياصيا

ومنه قيل لشوكة الحائك التي بها يسوي السداة واللحمة: صيصة. قال، دريد بن الممدد:

فجئت إليه والرماح تنوشه  كوقع الصياصي في النسيج الممدد

ومنه: صيصة الديك التي في رجله. وصياصي البقر قرونها، لأنها تمتنع بها. وربما كانت، تركب في، الرماح مكان الأسنة، ويقال: جذ اللّه صئصئه، أي أصله {وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون} وهم الرجال.

{وتأسرون فريقا} وهم النساء والذرية، على ما تقدم.

{وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها} بعد. قال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل: يعني حنين، ولم يكونوا نالوها، فوعدهم اللّه إياها. وقال قتادة: كنا نتحدث أنها مكة. وقال الحسن: هي فارس والروم. وقال عكرمة: كل أرض تفتح إلى يوم القيامة.

{وكان اللّه على كل شيء قديرا} فيه وجهان:

أحدهما: على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير، قال محمد بن إسحاق.

الثاني: على ما أراد أن يفتحه من الحصون والقرى قدير، قال النقاش.

وقيل: {وكان اللّه على كل شيء} مما وعدكموه {قديرا} لا ترد قدرته ولا يجوز عليه العجز تعالى. ويقال تأسرون وتأسرون (بكسر السين وضمها) حكاه الفراء.

﴿ ٢٧