٤

قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة} قيل: المراد أهل مكة. قال مقاتل: قال أبو سفيان لكفار مكة: واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث.

{قل بلى وربي لتأتينكم} {قل} يا محمد {بلى وربي لتأتينكم} وروى هارون عن طلق المعلم قال: سمعت أشياخنا يقرؤون

{قل بلى وربي ليأتينكم} بياء، حملوه على المعنى، كأنه قال: ليأتينكم البعث أو أمره. كما قال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك} [الأنعام: ١٥٨]. فهؤلاء الكفار مقرون بالابتداء منكرون الإعادة، وهو نقض لما اعترفوا بالقدرة على البعث، وقالوا: وإن قدر لا يفعل. فهذا تحكم بعد أن أخبر على ألسنة الرسل أن يبعث لخلق، وإذا ورد الخبر بشيء وهو ممكن في الفعل مقدور، فتكذيب من وجب صدقه محال.

{عالم الغيب} بالرفع قراءة نافع وابن كثير على الابتداء، وخبره وقرأ عاصم وأبو عمرو {عالم} بالخفض، أي الحمد للّه عالم، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: {لتأتينكم}. وقرأ حمزة والكسائي: {علام الغيب} على المبالغة والنعت.

{لا يعزب عنه} أي لا يغيب عنه، {ويعزب} أيضا. قال الفراء: والكسر أحب إلى. النحاس وهي قراءة يحيى بن وثاب، وهي لغة معروفة. يقال عزَب يعزِب ويعزُب إذا بعد وغاب.

{مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض} أي قدر نملة صغيرة.

{ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} وفي قراءة الأعمش {ولا أصغرَ من ذلك ولا أكبرَ} بالفتح فيهما عطفا على {ذرة}. وقراءة العامة بالرفع عطفا على {مثقال}.

{إلا في كتاب مبين} فهو العالم بما خلق ولا يخفى عليه شيء.

{ليجزي} منصوب بلام كي، والتقدير: لتأتينكم ليجزي.

{الذين آمنوا وعملوا الصالحات} بالثواب، والكافرين بالعقاب.

{أولئك} يعني المؤمنين. {لهم مغفرة} لذنوبهم. {ورزق كريم} وهو الجنة.

﴿ ٤