١٦

قوله تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدين} تقدم.

{وأمرت لأن أكون أول المسلمين} من هذه الأمة، وكذلك كان؛ فإنه كان أول من خالف دين آبائه؛ وخلع الأصنام وحطمها، وأسلم للّه وآمن به، ودعا إليه صلى اللّه عليه وسلم.

واللام في قوله: {لأن أكون} صلة زائدة قال الجرجاني وغيره.

وقيل: لام أجل. وفي الكلام حذف أي أمرت بالعبادة {لأن أكون أول المسلمين}. قوله تعالى:

{قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} يريد عذاب يوم القيامة وقال حين دعاه قومه إلى دين آبائه؛ قال أكثر أهل التفسير. وقال أبو حمزة الثمالي وابن المسيب: هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر} {الفتح: ٢} فكانت هذه الآية من قبل أن يغفر ذنب النبي صلى اللّه عليه وسلم.

{قل اللّه أعبد} {اللّه} نصب بـ {أعبد}، {مخلصا له ديني} طاعتي وعبادتي.

{فاعبدوا ما شئتم من دونه} أمر تهديد ووعيد وتوبيخ؛ كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} {فصلت: ٤٠}.

وقيل: منسوخة بآية السيف. قوله تعالى:

{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} قال ميمون بن مهران عن ابن عباس: ليس من أحد إلا وقد خلق اللّه له زوجة في الجنة، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله. في رواية عن ابن عباس: فمن عمل بطاعة اللّه كان له ذلك المنزل والأهل إلا ما كان له قبل ذلك، وهو قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون} {المؤمنون: ١٠}.

{لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} سمى ما تحتهم ظللا؛ لأنها تظل من تحتهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} {الأعراف: ٤١} وقوله: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم}. {العنكبوت: ٥٥}.

{ذلك يخوف اللّه به عباده} قال ابن عباس: أولياءه.

{ياعباد فاتقوني} أي يا أوليائي فخافون.

وقيل: هو عام في المؤمن والكافر.

وقيل: خاص بالكفار.

﴿ ١٦