٥١ قوله تعالى: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} أي لا يمل من دعائه بالخير. والخير هنا المال والصحة والسلطان والعز. قال السدي: والإنسان ها هنا يراد به الكافر. وقيل: الوليد بن المغيرة. وقيل: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف. وفي قراءة عبداللّه {لا يسأم الإنسان من دعاء المال}. {وإن مسه الشر} الفقر والمرض {فيؤوس قنوط} {فيؤوس} من روح اللّه {قنوط} من رحمته. وقيل: {يؤوس} من إجابة الدعاء {قنوط} بسوء الظن بربه. وقيل: {يؤوس} أي يئس من زوال ما به من المكروه {قنوط} أي يظن أنه يدوم؛ والمعنى متقارب. قوله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا} عاقبة ورخاء وغنى {من بعد ضراء مسته} ضر وسقم وشدة وفقر. {ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة} أي هذا شيء استحقه على اللّه لرضاه بعملي، فيرى النعمة حتما واجبا على اللّه تعالى، ولم يعلم أنه ابتلاه بالنعمة والمحنة؛ ليتبين شكره وصبره. وقال ابن عباس: {هذا لي} أي هذا من عندي. {ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى} أي الجنة، واللام للتأكيد. يتمنى الأماني بلا عمل. قال الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: للكافر أمنيتان أما في الدنيا فيقول: {لئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى}، وأما في الآخرة فيقول: {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} {الأنعام: ٢٧} و {يا ليتني كنت ترابا} {النبأ: ٤٠}. {فلننبئن الذين كفروا بما عملوا} أي لنجزينهم. قسم أقسم اللّه عليه. {ولنذيقنهم من عذاب غليظ} أي شديد. قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان} يريد الكافر وقال ابن عباس: يريد عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف أعرضوا عن الإسلام وتباعدوا عنه. {أعرض ونأى بجانبه} {نأى بجانبه} أي ترفع عن الانقياد إلى الحق وتكبر على أنبياء اللّه. وقيل: {نأى} تباعد. يقال: نأيته ونأيت عنه نأيا بمعنى تباعدت عنه، وأنأيته فانتأى: أبعدته فبعد، وتناؤوا تباعدوا، والمنتأى الموضع البعيد؛ قال النابغة: فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع وقرأ يزيد بن القعقاع و {ناء بجانبه} بالألف قبل الهمزة. فيجوز أن يكون من {ناء} إذا نهض. ويجوز أن يكون على قلب الهمزة بمعنى الأول. {وإذا مسه الشر} أي أصابه المكروه {فذو دعاء عريض} أي كثير، والعرب تستعمل الطول والعرض في الكثرة. يقال: أطال فلان في الكلام وأعرض في الدعاء إذا أكثر. وقال ابن عباس: {فذو دعاء عريض} فذو تضرع واستغاثة. والكافر يعرف ربه في البلاء ولا يعرفه في الرخاء. |
﴿ ٥١ ﴾