|
٢٦ قوله تعالى: {وقال قرينه} يعني الملك الموكل به في قول الحسن وقتادة والضحاك. {هذا ما لدي عتيد} أي هذا ما عندي من كتابة عمله معد محفوظ. وقال مجاهد: يقول هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله. وقيل: المعنى هذا ما عندي من العذاب حاضر. وعن مجاهد أيضا: قرينه الذي قيض له من الشياطين. {ألقيا في جهنم} قال ابن زيد في رواية ابن وهب عنه: إنه قرينه من الإنس، فيقول اللّه تعالى لقرينه: {ألقيا في جهنم} قال الخليل والأخفش: هذا كلام العرب الفصيح أن تخاطب الواحد بلفظ الاثنين فتقول: ويلك ارحلاها وازجراها، وخذاه وأطلقاه للواحد. قال الفراء: تقول للواحد قوما عنا، وأصل ذلك أن أدنى، أعوان الرجل في إبله وغنمه ورفقته في سفره أثنان فجرى كلام الرجل على صاحبيه، ومنه قولهم للواحد في الشعر: خليلي، ثم يقول: يا صاح. قال امرؤ القيس: خليلي مرا بي على أم جندب نقض لبانات الفؤاد المعذب وقال أيضا: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل وقال آخر: فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضا ممنعا وقيل: جاء كذلك لأن القرين يقع للجماعة والاثنين. وقال المازني: قوله {ألقيا} يدل على ألق ألق. وقال المبرد: هي تثنية على التوكيد، المعنى ألق ألق فناب {ألقيا} مناب التكرار. ويجوز أن يكون {ألقيا} تثنية على خطاب الحقيقة من قول اللّه تعالى يخاطب به الملكين. وقيل: هو مخاطبة للسائق والحافظ. وقيل: إن الأصل القين بالنون الخفيفة تقلب في الوقف ألفا فحمل الوصل على الوقف. وقرأ الحسن {ألقين} بالنون الخفيفة نحو قوله: {وليكونا من الصاغرين} {يوسف: ٣٢} وقوله: {لنسفعا} {العلق: ١٥}. {كل كفار عنيد} أي معاند؛ قال مجاهد وعكرمة. وقال بعضهم: العنيد المعرض عن الحق؛ يقال عند يعند بالكسر عنودا أي خالف ورد الحق وهو يعرفه فهو عنيد وعاند، وجمع العنيد عند مثل رغيف ورغف. {مناع للخير} يعني الزكاة المفروضة وكل حق واجب. {معتد} في منطقه وسيرته وأمره؛ ظالم. {مريب} شاك في التوحيد؛ قاله الحسن وقتادة. يقال: أراب الرجل فهو مريب إذا جاء بالريبة. وهو المشرك يدل عليه قوله تعالى: {الذي جعل مع اللّه إلها آخر} وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة. وأراد بقوله: {مناع للخير} أنه كان يمنع بني أخيه من الإسلام. {فألقياه في العذاب الشديد} تأكيد للأمر الأول. |
﴿ ٢٦ ﴾