|
٢٩ قوله تعالى: {قال قرينه ربنا ما أطغيته} يعني الشيطان الذي قيض لهذا الكافر العنيد تبرأ منه وكذبه. {ولكن كان في ضلال بعيد} عن الحق وكان طاغيا باختياره وإنما دعوته فاستجاب لي. وقرينه هنا هو شيطانه بغير أختلاف. حكاه المهدوي. وحكى الثعلبي قال ابن عباس ومقاتل: قرينه الملك؛ وذلك أن الوليد بن المغيرة يقول للملك الذي كان يكتب سيئاته: رب إنه أعجلني، فيقول الملك: ربنا ما أطغيته أي ما أعجلته. وقال سعيد بن جبير: يقول الكافر رب إنه زاد علي في الكتابة، فيقول الملك: ربنا ما أطغيته أي ما زدت عليه في الكتابة؛ فحينئذ يقول اللّه تعالى: {قال لا تختصموا لدي} يعني الكافرين وقرناءهم من الشياطين. قال القشيري: وهذا يدل على أن القرين الشيطان. {وقد قدمت إليكم بالوعيد} أي أرسلت الرسل. وقيل: هذا خطاب لكل من اختصم. وقيل: هو للاثنين وجاء بلفظ الجمع. {ما يبدل القول لدي} قيل هو قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} {الأنعام: ١٦٠} وقيل هو قوله: {لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} {السجدة: ١٣}. وقال الفراء: ما يكذب عندي أي ما يزاد في القول ولا ينقص لعلمي بالغيب. {وما أنا بظلام للعبيد} أي ما أنا بمعذب من لم يجرم؛ قال ابن عباس. وقد مضى القول في معناه في {الحج} وغيرها. |
﴿ ٢٩ ﴾