٣٠ قوله تعالى: {فأقبلت امرأته في صرة} أي في صيحة وضجة؛ عن ابن عباس وغيره. ومنه أخذ صرير الباب وهو صوته. وقال عكرمة وقتادة: إنها الرنة والتأوه ولم يكن هذا الإقبال من مكان إلى مكان. قال الفراء: وإنما هو كقولك أقبل يشتمني أي أخذ في شتمي. وقيل: أقبلت في صرة أي في جماعة من النساء تسمع كلام الملائكة. قال الجوهري: الصرة الضجة والصيحة، والصرة الجماعة، والصرة الشدة من كرب وغيره، قال امرؤ القيس: فألحقه بالهاديات ودونه جواحرها في صرة لم تزيل يحتمل هذا البيت الوجوه الثلاثة. وصرة القيظ شدة حره. فلما سمعت سارة البشارة صكت وجهها؛ أي ضربت يدها على وجهها على عادة النسوان عند التعجب؛ قاله سفيان الثوري وغيره. وقال ابن عباس: صكت وجهها لطمته. وأصل الصك الضرب؛ صكه أي ضربه؛ قال الراجز: يا كروانا صك فاكبأنـَّا قال الأموي: كَبَن الظبي إذا لطأ بالأرض واكبأن انقبض. {وقالت عجوز عقيم} أي أتلد عجوز عقيم. الزجاج: أي قالت أنا عجوز عقيم فكيف ألد كما قالت: {يا ويلتا أألد وأنا عجوز} {هود: ٧٢} {قالوا كذلك} أي كما قلنا لك وأخبرناك {قال ربك} فلا تشكي فيه، وكان بين البشارة والولادة سنة وقد مضى هذا. {إنه هو الحكيم العليم} حكيم فيما يفعله عليم بمصالح خلقه. |
﴿ ٣٠ ﴾