٥

قوله تعالى: {والرجز فاهجر} قال مجاهد وعكرمة: يعني الأوثان؛ دليله قوله تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} {الحج: ٣٠}. قاله ابن عباس وابن زيد. وعن ابن عباس أيضا: والمأثم فاهجر؛ أي فاترك.

وكذا روى مغيرة عن إبراهيم النخعي قال: الرجز الإثم. وقال قتادة: الرجز: إساف ونائلة، صنمان كانا عند البيت.

وقيل: الرجز العذاب، على تقدير حذف المضاف؛

المعنى: وعمل الرجز فاهجر، أو العمل المؤدي إلى العذاب. وأصل الرجز العذاب، قال اللّه تعالى: {لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك} {الأعراف: ١٣٤}.

وقال تعالى: {فأرسلنا عليهم رجزا من السماء} {الأعراف: ١٦٢}. فسميت الأوثان رجزا؛ لأنها تؤدي إلى العذاب.

وقراءة العامة {الرجز} بكسر الراء. وقرأ الحسن وعكرمة ومجاهد وابن محيصن وحفص عن عاصم {والرجز} بضم الراء وهما لغتان مثل الذكر والذكر. وقال أبو العالية والربيع والكسائي: الرجز بالضم: الصنم، وبالكسر: النجاسة والمعصية. وقال الكسائي أيضا: بالضم: الوثن، وبالكسر: العذاب. وقال السدي: الرجز ينصب الراء: الوعيد.

﴿ ٥