١١

قوله تعالى: {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا} {عبوسا} من صفة اليوم، أي يوما تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته، فالمعنى نخاف يوما ذا عبوس. وقال ابن عباس يعبس الكافر يومئذ حتى يسيل منه عرق كالقطران. وعن ابن عباس: العبوس: الضيق، والقمطرير: الطويل؛ وقال الشاعر:

شديدا عبوسا قمطريرا

وقيل: القمطرير الشديد؛ تقول العرب: يوم قمطرير وقماطر وعصيب بمعنى؛ وأنشد الفراء:

بني عمنا هل تذكرون بلاءنا عليكم إذا ما كان يوم قماطر

بضم القاف. وقمطر إذا اشتد. وقال الأخفش: القمطرير: أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء؛ وقال الشاعر:

ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها ولج بها اليوم العبوس القماطر

وقال الكسائي: يقال اقمطر اليوم وازمهر اقمطرارا وازمهرارا، وهو القمطرير والزمهرير، ويوم مقمطر إذا كان صعبا شديدا؛ قال الهذلي:

بنو الحرب أرضعنا لهم مقمطرة ومن يلق منا ذلك اليوم يهرب

وقال مجاهد: إن العبوس بالشفتين، والقمطرير بالجبهة والحاجبين؛ فجعلها من صفات الوجه المتغير من شدائد ذلك اليوم؛ وأنشد ابن الأعرابي:

يغدو على الصيد يعود منكسر ويقمطر ساعة ويكفهر

وقال أبو عبيدة: يقال رجل قمطرير أي متقبض ما بين العينين. وقال الزجاج: يقال أقمطرت الناقة: إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها، وزمت بأنفها؛ فاشتقه من القطر، وجعل الميم مزيدة. قال أسد بن ناعصة:

واصطليت الحروب في كل يوم باسل الشطر قمطرير الصباح

قوله تعالى: {فوقاهم اللّه} أي دفع عنهم {شر ذلك اليوم} أي بأسه وشدته وعذابه {ولقاهم} أي أتاهم وأعطاهم حين لقوه أي رأوه {نضرة} أي حسنا {وسرورا} أي حبورا.

قال الحسن ومجاهد: {نضرة} في وجوههم {وسرورا} في قلوبهم. وفي النضرة ثلاثة أوجه:

أحدها أنها البياض والنقاء؛ قال الضحاك.

الثاني الحسن والبهاء؛ قال ابن جبير.

الثالث أنها أثر النعمة؛ قال ابن زيد.

﴿ ١١