٧ قوله تعالى: {يحسب} أي يظن {أن ماله أخلده} أي يبقيه حيا لا يموت؛ قاله السدي. وقال عكرمة: أي يزيد في عمره. وقيل: أحياه فيما مضى، وهو ماض بمعنى المستقبل. يقال: هلك واللّه فلان ودخل النار؛ أي يدخل. {كلا} رد لما توهمه الكافر؛ أي لا يخلد ولا يبقى له مال. وقد مضى القول في {كلا} مستوفى. وقال عمر بن عبداللّه مولى غفرة: إذا سمعت اللّه عز وجل يقول {كلا} فإنه يقول كذبت. {لينبذن} أي ليطرحن وليلقين. وقرأ الحسن ومحمد بن كعب ونصر بن عاصم ومجاهد وحميد وابن محيصن: لينبذان بالتثنية، أي هو وماله. وعن الحسن أيضا {لينبذنه} على معنى لينبذن ما له. وعنه أيضا بالنون {لينبذنه} على إخبار اللّه تعالى عن نفسه، وأنه ينبذ صاحب المال. وعنه أيضا {لينبذن} بضم الذال؛ على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه. قوله تعالى: {في الحطمة} وهي نار اللّه؛ سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقي فيها وتحطمه وتهشمه. قال الراجز: إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضبنا وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم. حكاه الماوردي عن الكلبي. وحكى القشيري عنه: {الحطمة} الدركة الثانية من درك النار. وقال الضحاك: وهي الدرك الرابع. ابن زيد: اسم من أسماء جهنم. {وما أدراك ما الحطمة} على التعظيم لشأنها، والتفخيم لأمرها. ثم فسرها ما هي فقال: {نار اللّه الموقدة} أي التي أوقد عليها ألف عام، وألف عام، وألف عام؛ فهي غير خامدة؛ أعدها اللّه للعصاة. {التي تطلع على الأفئدة} قال محمد بن كعب: تأكل النار جميع ما في أجسادهم، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد، خلقوا خلقا جديدا، فرجعت تأكلهم. وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: (أن النار تأكل أهلها، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، ثم إذا صدروا تعود، فذلك قوله تعالى: {نار اللّه الموقدة. التي تطلع على الأفئدة}. وخص الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه. أي إنه في حال من يموت وهم لا يموتون؛ كما قال اللّه تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيى} [طه: ٧٤] فهم إذاً أحياء في معنى الأموات. وقيل: معنى {تطلع على الأفئدة} أي تعلم مقدار ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب؛ وذلك بما استبقاه اللّه تعالى من الأمارة الدالة عليه. ويقال: أطلع فلان على كذا: أي علمه. وقد قال اللّه تعالى: {تدعوا من أدبر وتولى} [المعارج: ١٧]. وقال تعالى: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} [الفرقان: ١٢]. فوصفها بهذا، فلا يبعد أن توصف بالعلم. |
﴿ ٧ ﴾