٢ قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين} أي بالجزاء والحساب في الآخرة؛ وقد تقدم في {الفاتحة}. و {أرأيت} بإثبات الهمزة الثانية؛ إذ لا يقال في أرأيت: ريت، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا؛ ذكره الزجاج. وفي الكلام حذف؛ والمعنى: أرأيت الذي يكذب بالدين: أمصيب هو أم مخطئ. واختلف فيمن نزل هذا فيه؛ فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال: نزلت في العاص بن وائل السهمي؛ وقاله الكلبي ومقاتل. وروى الضحاك عنه قال: نزلت في رجل من المنافقين. وقال السدي: نزلت في الوليد بن المغيرة. وقيل في أبي جهل. الضحاك: في عمرو بن عائذ. قال ابن جريج: نزلت في أبي سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا، فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه؛ فأنزل اللّه هذه السورة. و {يدع} أي يدفع، كما قال: {يدعون إلى نار جهنم دعا} [الطور: ١٣] وقد تقدم. وقال الضحاك عن ابن عباس: {فذلك الذي يدع اليتيم} أي يدفعه عن حقه. قتادة: يقهره ويظلمه. والمعنى متقارب. وقد تقدم في سورة {النساء} أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويقولون: إنما يحوز المال من يطعن بالسنان، ويضرب بالحسام. وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (من ضم يتيما من المسلمين حتى يستعني فقد وجبت له الجنة). وقد مضى هذا المعنى في غير موضع. |
﴿ ٢ ﴾