٢٠{فإن حاجوك} فإن جادلوك فى أن دين اللّه الإسلام والمراد بهم وفد بنى نجران عند الجمهور {فقل أسلمت وجهي للّه} أى أخلصت نفسى وجملتى للّه وحده لم أجعل فيها لغيره شريكا بأن أعبده وأدعو إلها معه يعنى أن دينى دين التوحيد وهو الدين القويم الذى ثبتت عندكم صحته كما ثبتت عندى وما جئت بشئ بديع حتى تجادلونى فيه ونحوه قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا اللّه ولا نشرك به شيئا فهو دفع للمحاجة بأن ما هو عليه ومن معه من المؤمنين هو اليقين الذى لا شك فيه فما معنى المحاجة {ومن اتبعن} عطف على التاء فى أسلمت أى أسلمت أنا و من اتبعنى وحسن للمفاصل ويجوز أن يكون الواو بمعنى مع فيكون مفعولا معه ومن اتبعنى فى الحالين سهل ويعقوب وافق أبو عمرو فى الوصل وجهى مدنى وشامى وحفص والأعشى والبرجمى {وقل للذين أوتوا الكتاب} من اليهود والنصارى {والأميين} والذين لا كتاب لهم من مشركى العرب {أأسلمتم} بهمزتين كوفى يعنى أنه قدأتاكم من البينات ما يقتضى حصول الإسلام فهل أسلمتم أم انتم عبد على كفركم وقيل لفظه لفظ الاستفهام أم ومعناه الأمر أى أسلموا كقوله فهل أنتم منتهون أى انتهوا {فإن أسلموا فقد اهتدوا} فقد أصابوا الرشد حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} أى لم يضروك فإنك رسول منبه ما عليك إلا أن تبلغ الرسالة وتنبه على طريق الهدى {واللّه بصير بالعباد} فيجازيهم على اسلامهم وكفرهم |
﴿ ٢٠ ﴾