٨٤{قل آمنا باللّه وما أنزل علينا} أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأن يخبر عن نفسه وعمن معه بالإيمان فلذا وحد الضمير فى قل وجمع فى آمنا أو أمر بان يتكلم عن نفسه كما يتكلم الملوك إجلالا من اللّه لقدر نبيه وعدى أنزل هنا بحرف الاستعلاء وفى البقرة بحرف الانتهاء لوجود المعنييم إذ الوحى ينزل من فوق وينتهى إلى الرسول فجاء تارة بأحد المعنيين وأخرى بالآخر وقال صاحب اللباب والخطاب فى البقرة للأمة لقوله قولوا فلم يصح إلا إلى لأن الكتب منتهية إلى الأنبياء و إلى أمتهم جميعا وهنا قال قل وهو خطاب للنبى عليه السلام دون أمته فكان اللائق به على لأن الكتب منزلة عليه لاشركة للأمة فيه وفيه نظر لقوله تعالى آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا [آل عمران:٧٢] {وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط} أولاد يعقوب وكان فيهم أنبياء {وما أوتي موسى وعيسى والنبيون} كرر فى البقرة وما أوتى ولم يكرر هنا لتقدم ذكر الإيتاء حيث قال لما آتيتكم {من ربهم} من عند ربهم {لا نفرق بين أحد منهم} فى الإيمان كما فعلت اليهود والنصارى {ونحن له مسلمون} موحدون مخلصون أنفسنا له لا نجعل له شريكا فى عبادتنا |
﴿ ٨٤ ﴾