١٨٨{لا تحسبن} لرسول اللّه واحد المفعولين {الذين يفرحون} والثاني بمفازة وقوله فلا تحسبنهم تأكيده تقديره لا تحسبنهم فلا تحسبنهم فائزين {بما أتوا} بما فعلوا وهى قراءة أبى وجاء و أنى يستعملان بمعنى فعل أنه كان وعده مأتيا لقد جئت شيئا فريا وقرأ النخعى بما آتوا أى أعطوا {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} بمنجاة منه {ولهم عذاب أليم} مؤلم روى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سأل اليهود عن شيء مما فى التوراة فكتموا الحق وأخبروه بخلافة وأروه أنهم قد صدقوه واستحمدوا إليه وفرحوا بما فعلوا من تدليسهم فأطلع اللّه رسوله على ذلك وسلاه بما أنزل من وعيدهم أى لا تحسبن اليهود الذين يفرحون بما فعلوا من تدليسهم عليك ويحبون أن تحمدهم بما لم يفعلوا من إخبارك بالصدق عما سألتهم عنه ناجين من العذاب وقيل هم المنافقون يفرحون بما أتوا من إظهار الإيمان للمسلمين وتوصلهم بذلك إلى أغراضهم ويستحمدون اليهم بالإيمان الذى لم يفعلوه على الحقيقة وفيه وعيد لمن يأتى بحسنة فيفرح بها فرح إعجاب ويحب أن يحمده الناس بما ليس فيه |
﴿ ١٨٨ ﴾