٢٥{ومن لم يستطع منكم طولا} فضلا يقال لفلان على طول أى فضل وزيادة وهو مفعول يستطع {أن ينكح} مفعول الطول فانه مصدر فيعمل عمل فعله أو بدل من طول {المحصنات المؤمنات} الحرائر المسلمات {فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات} أى فلينكح مملوكة من الاماء المسلمات وقوله {من فتياتكم المؤمنات} أي فلينكح مملوكة من الاماء المسلمات وقوله من فتياتكم أى فتيات المسلمين والمعنى ومن لم يستطع زيادة فى المال وسعة يبلغ بها نكاح الحرة فلينكح الأمة ونكاح أمة الكتابية يجوز عندنا والتقييد فى النص للاستحباب بدليل أن الإيمان ليس بشرط فى الحرائر اتفاقا مع التقييد به وقال ابن عباس ومما وسع اللّه على هذه الأمة نكاح الأمة واليهودية والنصرانية و إن كان موسرا وفيه دليل لنا فى مسألة الطول {واللّه أعلم بإيمانكم} فيه تنبيه على قبول ظاهر إيمانهن ودليل على أن الإيمان هو التصديق دون دون عمل اللسان لأن العلم بالإيمان المسموع لا يختلف {بعضكم من بعض} أى لا تستنكفوا من نكاح الاماء فكلكم بنو آدم وهو تحذير عن التعبير بالأنساب والتفاخر بالأحساب {فانكحوهن بإذن أهلهن} سادتهن وهو حجة لنا فى أن لهن أن يباشرن العقد بأنفسهن لأنه اعتبر إذن الموالى لاعقدهم و أنه ليس للعبد أو للامة أن يتزوج إلا بإذن المولى {وآتوهن أجورهن بالمعروف} وأدوا إليهن مهورهن بغير مطل واضرار وملاك مهورهن مواليهن فكان أداؤها إليهن أداء إلى الموالى لانهن وما فى أيديهن مال الموالى أو التقدير وآتوا مواليهن فحذف المضاف {محصنات} عفائف حال من المفعول فى وآتوهن {غير مسافحات} زوان علانية {ولا متخذات أخدان} زوان سرا والاخدان الاخلاء فى السر {فإذا أحصن} بالتزويج أحصن كوفى غير حفص {فإن أتين بفاحشة} زنا {فعليهن نصف ما على المحصنات} أى الحرائر {من العذاب} من الحد يعنى خمسين جلدة وقوله نصف ما على المحصنات يدل على أنه الجلد لا الرجم لأن الرجم لا يتنصف وان المحصنات هنا الحرائر اللاتى لم يزوجن {ذلك} أى نكاح الاماء {لمن خشي العنت منكم} لمن خاف الاثم الذى تؤدى إليه غلبة الشهوة وأصل العنت انكسار العظم بعد الجبر فاستعير لكل مشقة وضرر ولا ضرر أعظم من مواقعة المآثم وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما هو الزنا لأنه سبب الهلاك {وأن تصبروا} فى محل الرفع على الابتداء أى وصبركم عن نكاح الاماء متعففين {خير لكم} لأن فيه ارقاق الولد ولأنها خراجة ولاجة ممتهنة مبتذلة وذلك كله نقصان يرجع إلى الناكح ومهانة والعزة من صفات المؤمنين وفي الحديث الحرائر صلاح البيت والاماء هلاك البيت {واللّه غفور} يستر المحظور {رحيم} يكشف المحذور |
﴿ ٢٥ ﴾