١٠٤

{ولا تهنوا} ولا تضعفوا ولا تتوانوا

{في ابتغاء القوم} فى طلب الكفار بالقتال والتعرض به لهم ثم ألزمهم الحجة بقوله

{إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من اللّه ما لا يرجون} أى ليس ما يجدون من الألم بالجرح ولقتل مختصا بكم بل هو مشترك بينكم وبينهم يصيبهم كما يصيبكم ثم أنهم يصبرون عليه فما لكم لا تصبرون مثل صبرهم مع انكم أجدر منهم بالصبر لأنكم ترجون من اللّه مالا يرجون من إظهار دينكم على سائر الأديان ومن الثواب العظيم فى الآخرة

{وكان اللّه عليما} بما يجد المؤمنون من الألم

{حكيما} فى تدبير أمورهم روى أن طعمه بن أبيرق أحد بنى ظفر سرق درعا من جار له اسمه قتادة بن النعمان فى جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه وخبأها عند زيد بن السمين رجل من اليهود فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودى فأخذوها فقال دفعها إلى طعمة وشهد له ناس من اليهود فقالت بنو ظفر انطلقوا بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا أن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبرئ اليهودى فهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفعل فنزل

﴿ ١٠٤