٢٦

{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا} جعل ما فى الأرض منزلا من السماء لأن أصله من الماء وهو منها

{يواري سوآتكم} يستر عوراتكم

{وريشا} لباس الزينة استيعر من ريش الطير لأنه لباسه وزينته أى انزلنا عليكم لباسين لباسا يوارى سوآتكم ولباسا يزينكم

{ولباس التقوى} ولباس الورع الذى يقى العقاب وهو مبتدأ وخبره الجملة وهى

{ذلك خير} كأنه قيل ولباس التقوى هو خير لأن أسماء الاشارة تقرب من الضمائر فيما يرجع إلى عود الذكر أو ذلك صفة للمبتدا وخير خبر المتبدا كأنه قيل ولباس التقوى المشار إليه خير أو لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف أى وهو لباس التقوى أى ستر العورة لباس المتقين ثم قال ذلك خير وقيل ولباس أهل التقوى من الصوف والخشن ولباس التقوى مدنى وشامى وعلى عطفا على لباسا أى وأنزلنا عليكم لباس التقوى

{ذلك من آيات اللّه} الدالة على فضله ورحمته على عباده يعنى انزال اللباس

{لعلهم يذكرون} فيعرفوا عظيم النعمة فيه وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقيب ذكر بدو السوآت وخصف الورق عليها اظهارا للمنة فيما خلق من اللباس ولما فى العرى من الفضيحة واشعارا بأن التستر من التقوى

﴿ ٢٦