٤١{واعلموا أنما غنمتم} ما بمعنى الذى ولا يجوز أن يكتب إلا مفصولا إذ لو كتب موصولا لوجب أن تكون ما كافة وغنمتم صلته والعائد محذوف والتقدير الذى غنمتموه {من شيء} بيانه قيل حتى الخيط والمخيط {فأن للّه خمسه} والفاء إنما دخلت لما فى الذى من معنى المجازاة وان وما عملت فيه فى موضع رفع على أنه خبر مبتدأ تقديره فالحكم أن للّه خمسه {وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فالخمس كان فى عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقسم على خسمة أسهم سهم لرسول اللّه وسهم لذوى قرابته من بنى هاشم وبنى المطلب دون بنى عبد شمس وبنى نوفل استخقوه حينئذ بالنصرة لقصة عثمان وجبير بن مكعم وثلاثة أسهم لليتمامى والمساكين وابن السبيل و اما بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسهمه ساقط بموته وكذلك سهم ذوى القربى و إنما يعطون لفقراءهم ولا يعطى أغناؤهم فيقسم على اليتامى والمساكين وبان السبيل وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما أنه كان على ستة للّه والرسول سهمان وسهم لأقاربه حتى قبض فأجرى أبو بكر رضى اللّه عنه الخمس على ثلاثة وكذا عمر ومن بعده من الخلفىء رضى اللّه عنهم ومعنى للّه وللرسول لرسول اللّه كقوله واللّه ورسوله أحق أن يرضوه {إن كنتم آمنتم باللّه} فاعملوا به وارضوا بهذه القسمة فالإيمان يوجب الرضا بالحكم والعمل بالعلم {وما أنزلنا} معطوف على باللّه أى أن كنتم آمنتم باللّه وبالمنزل {على عبدنا يوم الفرقان} يوم بدر {يوم التقى الجمعان} الفريقان من السملين والكافرين والمراد ما أنزل عليه من الآيات والملائكة والفتح يومئذ وهو بدل من يوم الفرقان {واللّه على كل شيء قدير} يقدر على أن ينصر القليل على الكثيرة كما فعل بكم يوم بدر |
﴿ ٤١ ﴾