٦{وكذلك} ومثل ذلك الاجتباء الذى دلت عليه رؤياك {يجتبيك ربك} يصطفيك والاجتباء افتعال من جبيت الشيء إذا حصلته لنفسك وجبيت الماء فى الحوض جمعته {ويعلمك} كلام مبتدأ غير داخل فى حكم التشبيه كأنه قيل وهو يعلمك {من تأويل الأحاديث} أى تأويل الرؤيا وتأويلها عبارتها وتفسيرها وكان يوسف أعبر الناس للرؤيا أو تاويل أحاديث الأنبياء وكتب اللّه وهو اسم جمع للحديث وليس بجمع احدوثة {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب} بأن وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة أى جعلهم أنبياء فى الدنيا وملوكا ونقلهم عنها إلى الدرجات العلى فى الجنة و آل يعقوب اهله وهم نسله وغيرهم واصل آل أهل بدليل تصغيره على أهيل إلا أنه لا يستعمل الا فيمن له خطر يقال آل النبى و آل الملك ولا يقال آل الحجام ولكن اهله وانما علم يعقوب أن يوسف يكون نبيا واخوته انبياء استدلالا بضوء الكواكب فلذا قال وعلى آل يعقوب {كما أتمها على أبويك من قبل} أراد الجد و أبا الجد {إبراهيم وإسحاق} عطف بيان لأبويك {إن ربك عليم} يعلم من يحق له الاجتباء {حكيم} يضع الأشياء مواضعها |
﴿ ٦ ﴾