تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الحجر

سورة الحجر تسع وتسعون آية مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} تلك اشارة الى ما تضمنته السورة من الآيات والكتاب والقرآن المبين السورة وتنكير القرآن للتفخيم والمعنى تلك آيات الكتاب الكامل في كونه كتابا وأي قرآن مبين كأنه قيل الكتاب الجامع للكمال وللغرابة في البيان

٢

{ربما} بالتخفيف مدنى وعاصم وبالتشديد غيرهما وما هي الكافة لأنها حرف يجر ما بعده ويختص بالاسم النكرة فاذا كفت وقع بعدها الفعل الماضي والاسم وانما جاز

{يود الذين كفروا} لأن المترقب في اخبار اللّه تعالى بمنزلة الماضي المقطوع به في تحقيقه فكانه قيل ربما ود وودادتهم تكون عند النزاع أو يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين أو إذا رأوا المسلمين يخرجون من النار فيتمنى الكافر لو كان مسلما كذا روى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما

{لو كانوا مسلمين} حكاية ودادتهم وإنما جىء بها على لفظ الغيبة لأنهم مخبر عنهم كقولك حلف باللّه ليفعلن ولو قيل حلف لأفعلن ولو كنا مسلمين لكان حسنا وإنما قلل برب لأن أهوال القيامة تشغلهم على التمنى فاذا أفاقوا من سكرات العذاب ودوا لو كانوا مسلمين وقول من قال ان رب يعنى بها الكثرة سهو لأنه ضد ما يعرفه أهل اللغة لأنها وضعت للتقليل

٣

{ذرهم} أمر أهانة أي اقطع طمعك من ارعوائهم ودعهم عن النهى عما هم عليه والصد عنه بالتذكرة والنصيحة وخلهم

{يأكلوا ويتمتعوا} بدنياهم

{ويلههم الأمل} ويشغلهم أملهم وأمانيهم عن الايمان

{فسوف يعلمون} سوء صنيعهم وفيه تنبيه على أن ايثار التلذذ والتنعم وما يؤدى اليه طول الأمل ليس من أخلاق المؤمنين

٤

{وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} ولها كتاب جملة واقعة صفة لقرية والقياس ان لا يتوسط الواو بينهما كما في وما اهلكنا من قرية إلا لها منذرون وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف إذ الصفة ملتصقة بالموصوف بلا واو وفجىء بالواو تأكيدا لذلك والوجه أن تكون هذه الجملة حالا لقرية لكونها في حكم الموصوفة كانه قيل وما أهلكنا قرية من القرى لا وصفا وقوله كتاب معلوم أي مكتوب معلوم وهو أجلها الذي كتب في اللوح المحفوظ وبين ألا ترى إلى قوله

٥

{ما تسبق من أمة أجلها} في موضع كتابها

{وما يستأخرون} اي عنه وحذف لأنه معلوم وأنث الأمة أولا ثم ذكرها آخرا حملا على اللفظ والمعنى

٦

{قالوا} أي الكفار

{يا أيها الذي نزل عليه الذكر} أي القرآن

{إنك لمجنون} يعنون محمدا عليه السلام وكان هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء كما قال فرعون ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون وكيف يقرون بنزول الذكر عليه وينسبونه إلى الجنون والتعكيس في كلامهم للاستهزاء والتهكم سائغ ومنه فبشرهم بعذاب أليم إنك لأنت الحليم الرشيد والمعنى انك لنقول قول المجانين حيث تدعى أن اللّه نزل عليك الذكر

٧

{لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} لو ركبت مع لا وما لامتناع الشيء لوجود غيره أو للتحضيض وهل ركبت مع لا للتحضيض فحسب والمعنى هلا تأتينا بالملائكة يشهدون بصدقك أو هلا تأتينا بالملائكة للعقاب على تكذيبنا لك إن كنت صادقا

٨

{ما ننزل الملائكة} كوفى غير أبي بكر تنزل الملائكة أبو بكر تنزل الملائكة أي تتنزل غيرهم

{إلا بالحق} الا تنزيلا ملتبسا بالحكمة

{وما كانوا إذا منظرين} إذا جواب لهم وجزاء الشرط مقدر تقديره ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين اذا جواب لهم وجزاء الشرط مقدر تقديره ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين اذا وما أخر عذابهم

٩

{إنا نحن نزلنا الذكر} القرآن

{وإنا له لحافظون} وهو رد لانكارهم واستهزائهم في قولهم يا أيها الذي نزله محفوظا من الشياطين وهو حافظه في كل وقت من الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل بخلاف الكتب المتقدمة فإنه لم يتول حفظها وإنما استحفظها الربانيين والاحبار فاختلفوا فيما بينهم بغيا فوقع التحريف ولم يكل القرآن الى غير حفظه وقد جعل قوله وانا له لحافظون دليلا على أنه منزل من عنده آية اذ لو كان من قول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان كما يتطرق على كل كلام سواه أو الضمير في له لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كقوله واللّه يعصمك [المائدة:٦٧]

١٠

{ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} أي ولقد أرسلنا من قبلك رسلا في الفرق الأولين والشيعة الفرقة إذا انفقوا على مذهب وطريقة

١١

{وما يأتيهم} حكاية حال ما ضية لأن ما لا تدخل على مضارع الا وهو في معنى الحال ولا على ماض إلا وهو قريب من الحال

{من رسول إلا كانوا به يستهزؤون} يعزى نبيه عليه السلام

١٢

{كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} أي كما سلكنا الكفر أو الاستهزاء في شيع الاولين نسلكه أى الكفر أو الاستهزاء في قلوب المجرمين من أمتك من اختار ذلك يقال سلكت الخيط في الابرة واسلكته إذا أدخلته فيها وهو حجة على المعتزلة في الاصلح وخلق الافعال

١٣

{لا يؤمنون به} باللّه أو بالذكر وهو حال

{وقد خلت سنة الأولين} مضت طريقتهم التى سنها اللّه في اهلاكهم حين كذبوا رسله وهو وعيد لأهل مكة على تكذيبهم

١٤

{ولو فتحنا عليهم بابا من السماء} ولو أظهرنا لهم أوضح آية وهو فتح باب من السماء

{فظلوا فيه يعرجون} يصعدون

١٥

{لقالوا إنما سكرت أبصارنا} حيرت أو حبست من الابصار من السكر أو من السكر سكرت مكى أي حبست كما يحبس النهر من الجرى والمعنى أن هؤلاء المشركين بلغ من غلوهم في العناد أن لو فتح لهم باب من أبواب السماء ويسر لهم معراج يصعدون فيه اليها ورأوا من العيان ما رأوا لقالوا هو شيء نتخايله لا حقيقة له ولقالوا

{بل نحن قوم مسحورون} قد سحرنا محمد بذلك أو الضمير للملائكة أي لواريناهم الملائكة يصعدون في السماء عيانا لقالوا ذلك وذكر الظلول ليجعل عروجهم بالنهار ليكونوا مستوضحين لما يرون وقال إنما ليدل على أنهم يبتون القول بأن ذلك ليس الا تسكيرا للابصار

١٦

{ولقد جعلنا في السماء} خلقنا فيها

{بروجا} نجوما أو قصورا فيها الحرس أو منازل للنجوم

{وزيناها} اى السماء

{للناظرين

١٧

وحفظناها} اى السماء

{من كل شيطان رجيم} ملعون أو مرمى بالنجوم

١٨

{إلا من استرق السمع} أي المسموع ومن في محل النصب على الاستثناء

{فأتبعه شهاب} بحم ينقض فيعود

{مبين} ظاهر للمبصرين قيل كانوا لا يحجبون عن السموات كلها فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سموات فلما ولد محمد صلى اللّه عليه وسلم منعوا من السموات كلها

١٩

{والأرض مددناها} بسطناها من تحت الكعبة والجمهور على أنه تعالى مدها على وجه الماء

{وألقينا فيها رواسي} في الأرض جبالا ثوابت

{وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} وزن بميزان الحكمة وقدر بمقدار تقتضيه لا تصلح فيه زيادة ولا نقصان أو له وزن وقدر في أبواب المنفعة والنعمة أو ما يوزن كالزعفران والذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها وخص ما يوزن لانتهاء الكيل الى الوزن

٢٠

{وجعلنا لكم فيها} في الأرض

{معايش} ما يعاش به من المطاعم جمع معيشه وهي بياء صريحة بخلاف الخبائث ونحوها فان تصريح الياء فيها خطأ

{ومن لستم له برازقين} من في محل النصب بالعطف على معايش أو على محل لكم كأنه قيل وجعلنا لكم فيها معايش وجعلنا لكم من لستم له برازقين أو جعلنا لكم فيها معايش ولمن لستم له برازقين وأراد بهم العيال والمماليك والخدم الذين يظنون أنهم يرزقونهم ويخطئون فان اللّه هو الرزاق يرزقهم واياهم ويدخل فيه الانعام والدواب ونحو ذلك ولا يجوز أن يكون محل من جر بالعطف على الضمير المجرور في لكم لأنه لا يعطف على الضمير المجرور الا باعادة الجار

٢١

{وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم} ذكر الخزائن تمثيل والمعنى وما من شيء ينتفع به العباد الا ونحن قادرون على ايجاده وتكوينه والانعام به وما نعطيه الا بمقدار معلوم فضرب الخزائن مثلا لإقتداره على كل مقدور

٢٢

{وأرسلنا الرياح لواقح} جمع لاقحة أي وأرسلنا الرياح حوامل بالسحاب لانها تحمل السحاب في جوفها كانها لاقحة بها من لقحت الناقة حملت وضدها العقيم الريح حمزة

{فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه} فجعلناه لكم سقيا

{وما أنتم له بخازنين} نفي عنهممااثته عنه ما أثبته لنفسه في قوله وان من شيء الا عندنا خزائنه كأنه قال نحن الخازنون للماء على معنى نحن القادرون على خلقه في السماء وانزاله منها وما أنتم عليه بقادرين دلالة عظيمة على قدرته وعجزهم

٢٣

{وإنا لنحن نحيي ونميت} أي نحي بالايجاد ونميت بالافناء أو نميت عند انقضاء الآجال ونحي لجزاء الأعمال على التقديم والتأخير إذ الواو للجمع المطلق

{ونحن الوارثون} الباقون بعد هلاك الخلق كلهم وقيل للباقي وارث استعارة من وارث الميت لأنه يبقى بعد فنائه

٢٤

{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} من تقدم ولادة وموتا من تأخر أو من خرج من اصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد أو من تقدم في الاسلام أو في الطاعة أو في صف الجماعة أو صف الحرب ومن تأخر

٢٥

{وإن ربك هو يحشرهم} أي هو وحده يقدر على حشرهم ويحيط بحصرهم

{إنه حكيم عليم} باهر الحكمة واسع العلم

٢٦

{ولقد خلقنا الإنسان} أي آدم

{من صلصال} طين يابس غير مطبوخ

{من حمإ} صفة لصلصال أي خلقه من صلصال كأن من حمإ أي طين أسود متغير

{مسنون} مصور وفي الأول كان ترابا فعجن بالماء فصار طينا فمكث فصار حمأ فخلص فصار سلالة فصور ويبس فصار صلصالا فلا تناقض

٢٧

{والجان} أبا الجان كآدم للناس هو ابليس وهو منصوب بفعل مضمر يفسره

{خلقناه من قبل} من قبل آدم

{من نار السموم} من نار الحر الشديد النافذ في المسام قيل هذه السموم جزء من سبعين جزأ من سموم النار التي خلق اللّه منها الجان

٢٨

{وإذ قال ربك} واذكر وقت قوله

{للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون}

٢٩

{فإذا سويته} أتممت خلقته وهيأتها لنفخ الروح فيها

{ونفخت فيه من روحي} وجعلت فيه الروح وأحييته وليس ثمت نفخ وإنما هو تمثيل والاضافة للتخصيص

{فقعوا له ساجدين} هو أمر من وقع يقع أي اسقطوا على الأرض يعنى اسجدوا له ودخل الفاء لأنه جواب إذا وهو دليل على أنه يجوز تقدم الأمر عن وقت الفعل

٣٠

{فسجد الملائكة كلهم أجمعون} فالملائكة جمع عام محتمل للتخصيص فقطع باب التخصيص بقوله كلهم وذكر الكل احتمل تأويل التفرق فقطعه بقوله أجمعون

٣١

{إلا إبليس} ظاهر الاستثناء يدل على أنه كان من الملائكة لأن المستثنى يكون من جنس المستثنى منه وعن الحسن أن الاستثناء منقطع ولم يكن هو من الملائكة قلنا غير المأمور لا يصير بالترك ملعونا وقال في الكشاف كان بينهم مأمورا معهم بالسجود فغلب اسم الملائكة ثم استثنى بعد التغليب كقولك رأيتهم الا هندا

{أبى أن يكون مع الساجدين} امتنع أن يكون معهم وأبى استئناف على تقدير قول قائل يقول هلا سجد فقيل أبى ذلك واستكبر عنه وقيل معناه ولكن ابليس أبى

٣٢

{قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين} حرف الجر مع أن محذوف تقديره مالك في أن لا تكون مع الساجدين أي أي غرض لك في ابائك السجود

٣٣

{قال لم أكن لأسجد} اللام لتأكيد النفي أي اى لا يصح منى أن أسجد

{لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون}

٣٤

{قال فاخرج منها} من السماء أو من الجنة أو من جملة الملائكة

{فإنك رجيم} مطرود من رحمة اللّه معناه ملعون لأن اللعنة هو الطرد من الرحمة والابعاد منها

٣٥

{وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين} ضرب يوم الدين حد اللعنة لأنه أبعد غاية يضربها الناس في كلامهم والمراد به أنك مذموم مدعو عليك باللعنة في السموات والأرض إلى يوم الدين من غير أن تعذب فإذا جاء ذلك اليوم عذبت بما ينسى اللعن معه

٣٦

{قال رب فأنظرني} فأخرنى

{إلى يوم يبعثون}

٣٧

{قال فإنك من المنظرين}

٣٨

{إلى يوم الوقت المعلوم} يوم الدين ويوم يبعثون ويوم الوقت المعلوم في معنى واحد ولكن خولف بين العبارات سلوكا بالكلام طريقة البلاغة وقيل إنما سأل الأنظار إلى اليوم الذي فيه يبعثون لئلا يموت لأنه لا يموت يوم البعث أحد فلم يجب إلى ذلك وأنظر إلى آخر أيام التكليف

٣٩

{قال رب بما أغويتني} الباء للقسم وما مصدرية وجواب القسم لازينن لهم ومعنى أقسم باغوائك إياي

{لأزينن لهم} المعاصى ونحوه قوله بما أغويتني لازينن لهم فبعزتك لاغوينهم في أنه اقسام إلا أن أحدهما اقسام بصفة الذات والثانى بصفة الفعل وقد فرق الفقهاء بينهما فقال العراقيون الحلف بصفة الذات كالقدرة والعظمة والعزة يمين والحلف بصفة الفعل كالرحمة والسخط ليس بيمين والاصح ان الأيمان مبنية على العرف فما تعارف الناس الحلف به يكون يمينا وما لا فلا والآية حجة على المعتزلة في خلق الأفعال وحملهم على التسبيب عدول عن الظاهر

{في الأرض} في الدنيا التي هي دار الغرور وأراد أنى أقدر على الاحتيال لآدم والتزيين له الأكل من الشجرة وهو في السماء فانا على التزيين لأولاده في الأرض أقدر

{ولأغوينهم أجمعين}

٤٠

{إلا عبادك منهم المخلصين} وبكسر اللام بصرى ومكى وشامى استثنى المخلصين لأنه علم أن كيده لا يعمل فيهم ولا يقبلونه منه

٤١

{قال هذا صراط علي مستقيم}

٤٢

{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} أي هذا طريق حق على أن أراعيه وهو أن لا يكون لك سلطان على عبادى إلا من اختار اتباعك منهم لغوايته وقيل معنى على إلى على يعقوب من علو الشرف والفضل

٤٣

{وإن جهنم لموعدهم أجمعين} الضمير للغاوين

٤٤

{لها سبعة أبواب لكل باب منهم} من أتباع ابليس

{جزء مقسوم} نصيب معلوم مفرز قيل أبواب النار اطباقها وادراكها فأعلاها للموحدين يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون والثانى لليهود والثالث للنصارى والرابع للصابئين والخامس للمجوس والسادس للمشركين والسابع للمنافقين

٤٥

{إن المتقين في جنات وعيون} وبضم العين مدنى وبصرى وحفص المتقى على الاطلاق من يتقى ما يجب اتقاؤه مما نهى عنه وقال في الشرح ان دخل أهل الكتاب في قوله لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم [الحجر:٤٤] فالمراد بالمتقين الذين اتقوا الكبائر وإلا فالمراد به الذين اتقوا الشرك

٤٦

{ادخلوها} أي يقال لهم ادخلوها

{بسلام} حال أي سالمين أو مسلما عليكم تسلم عليكم الملائكة

{آمنين} من الخروج منها والآفات فيها وهو حال أخرى

٤٧

{ونزعنا ما في صدورهم من غل} وهو الحقد الكامن في القلب أي ان كان لاحدهم غل في الدنيا على آخر نزع اللّه ذلك في الجنة من قلوبهم وطيب نفوسهم وعن علي رضي اللّه عنه أرجو ان أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم وقيل معناه طهر اللّه قلوبهم من أن يتحاسدوا على الدرجات في الجنة ونزع منها كل غل وألقى فيها التوادد والتحابب

{إخوانا} حال

{على سرر متقابلين} كذلك قيل تدور بهم الأسرة حيثما داروا فيكونون في جميع أحوالهم متقابلين يرى بعضهم بعضا

٤٨

{لا يمسهم فيها نصب} في الجنة تعب

{وما هم منها بمخرجين} فتمام النعمة بالخلود ولما أتم ذكر الوعد والوعيد أتبعه

٤٩

{نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم}

٥٠

{وأن عذابي هو العذاب الأليم} تقرير لما ذكر وتمكينا له في النفوس قال عليه السلام لو يعلم العبد قدر عفو اللّه لما تورع عن حرام لا يعلم قدر عذابه لبخع نفسه في العبادة ولما أقدم على ذنب وعطف

٥١

{ونبئهم} وأخبر أمتك على نبىء عبادى ليتخذوا ما أحل من العذاب بقوم لوط عبرة يعتبرون بها سخط اللّه وانتقامه من المجرمين ويتحققوا عنده أن عذابه هو العذاب الأليم

{عن ضيف إبراهيم} أي اضيافه وهو جبريل عليه السلام مع احد عشر ملكا والضيف يجىء واحدا وجمعا لأنه مصدر ضافه

٥٢

{إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} أي نسلم عليك سلاما أو سلمنا سلاما

{قال} أي إبراهيم

{إنا منكم وجلون} خائفون لامتناعهم من الاكل أو لدخولهم بغير اذن وبغير وقت

٥٣

{قالوا لا توجل} لا تخف

{إنا نبشرك} استئناف في معنى التعليل للنهى عن الوجل أي إنك مبشر آمن فلا توجل وبالتخفيف وفتح النون حمزة

{بغلام عليم} هو اسحاق لقوله في سورة هود

{فبشرناها بإسحاق}

٥٤

{قال أبشرتموني على أن مسني الكبر} أي ابشرتمونى مع مس الكبر بأن يولد لي أي أن الولادة أمر مستنكر عادة مع الكبر

{فبم تبشرون} هي ما الاستفهامية دخلها معنى التعجب كأنه قيل فبأي أعجوبة تبشرون وبكسر النون والتشديد مكى والأصل تبشروننى فادغم نون الجمع في نون العماد ثم حذفت الياء وبقيت الكسرة دليلا عليها تبشرون بالتخفيف نافع والأصل تبشروننى فحذفت الياء اجتزاء بالكسرة وحذف نون الجمع

٥٥

{قالوا بشرناك بالحق} باليقين الذي لا لبس فيه

{فلا تكن من القانطين} من الآيسين من ذلك

٥٦

{قال} إبراهيم

{ومن يقنط} وبكسر النون بصرى وعلى

{من رحمة ربه إلا الضالون} إلا المخطئون طريق الصواب أو إلا الكافرون كقوله انه لا ييأس من روح اللّه إلا القوم الكافرون اي لم استنكر ذلك قنوطا من رحمته ولكن استبعادا له في العادة التي اجراها

٥٧

{قال فما خطبكم} فما شأنكم

{أيها المرسلون}

٥٨

{قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين} أي قوم لوط

٥٩

{إلا آل لوط} يريد أهله المؤمنين والاستثناء منقطع لأن القوم موصفون بالإجرام والمستثنى ليس كذلك أو متصل فيكون استثناء من الضمير في مجرمين كأنه قيل إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط وحدهم والمعنى يختلف باختلاف الاستثناءين لأن آل لوط مخرجون في المنقطع من حكم الارسال يعنى أنهم أرسلوا إلى القوم المجرمين خاصة ولم يرسلوا إلى آل لوط أصلا ومعنى ارسالهم إلى القوم المجرمين كارسال السهم إلى المرمى في أنه في معنى التغذيب والاهلاك كأنه قيل انا أهلكنا قوما مجرمين ولكن آل لوط انجيناهم وأما في المتصل فهم داخلون في حكم الارسال يعنى أن الملائكة أرسلوا إليهم جميعا ليهلكوا هؤلاء وينجوا هؤلاء وإذا انقطع الاستثناء جرى

{إنا لمنجوهم أجمعين} مجرى خبر لكن في الاتصال بآل لوط لأن المعنى لكن آل لوط منجون وإذا اتصل كان كلاما مستأنفا كأن إبراهيم عليه السلام قال لهم فما حال آل لوط فقالوا انا لمنجوهم

٦٠

{إلا امرأته} مستثنى من الضمير المجرور في لمنجوهم وليس باستثناء من الاستثناء لأن الاستثناء من الاستثناء إنما يكون فيما اتحد الحكم فيه بأن يقول أهلكناهم إلا آل لوط إلا امرأته وهنا قد اختلف الحكمان لأن آل لوط متعلق بارسلنا أو بمجرمين وإلا امراته متعلق بمنجوهم فكيف يكون استثناء من استثناء لمنجوهم بالتخفيف حمزة وعلى

{قدرنا} وبالتخفيف أبو بكر

{إنها لمن الغابرين} الباقين في العذاب قيل لو لم تكن اللام قى خبرها لوجب فتح أن لأنه مع اسمه وخبر مفعول قدرنا ولكنه كقوله ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ولم يقولوا قدر اللّه لقربهم كما يقول خاصة الملك امرنا بكذا والآمر هو الملك

٦١

{فلما جاء آل لوط المرسلون}

٦٢

{قال إنكم قوم منكرون} أي لا أعرفكم أي ليس عليكم زى السفر ولا أنتم من أهل الحضر فأخاف أن تطرقونى بشر

٦٣

{قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون} أي ما جئناك بما تنكرنا لأجله بل جئناك بما فيه سرورك وتشفيك من أعدائك وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله فيمترون فيه أي يشكون ويكذبونك

٦٤

{وأتيناك بالحق} باليقين من عذابهم

{وإنا لصادقون} في الاخبار بنزوله بهم

٦٥

{فأسر بأهلك بقطع من الليل} في آخر الليل أو بعد ما يمضى شيء صالح من الليل

{واتبع أدبارهم} وسر خلفهم لتكون مطلعا عليهم وعلى احوالهم

{ولا يلتفت منكم أحد} لئلا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فيرقوا لهم أو جعل النهى عن الالتفات كناية عن مواصلة السير وترك التوانى والتوقف لأن من يلتفت لا بد له في ذلك من أدنى وقفة

{وامضوا حيث تؤمرون} حيث أمركم اللّه بالمضى إليه وهو الشام أو مصر

٦٦

{وقضينا إليه ذلك الأمر} عدى قضينا بالى لأنه ضمن معنى أوحينا كأنه قيل وأوحينا إليه مقضيا مبتوتا وفسر ذلك الأمر بقوله

{أن دابر هؤلاء مقطوع} وفي ابهامه وتفسيره تفخيم للأمر ودابرهم آخرهم أي يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقي منهم أحد

{مصبحين} وقت دخولهم في الصبح وهو حال من هؤلاء

٦٧

{وجاء أهل المدينة} سدوم التي ضرب بقاضيها المثل في الجور

{يستبشرون} بالملائكة طمعا منهم في ركوب الفاحشة

٦٨

{قال} لوط

{إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون} بفضيحة ضيفي لأن من أساء إلى ضيفى فقد أساء إلى

٦٩

{واتقوا اللّه ولا تخزون} أي ولا تذلون باذلال ضيفى من الخزى وهو الهوان وبالياء فيها يعقوب

٧٠

{قالوا أو لم ننهك عن العالمين} عن أن نجير منهم أحد أو تدفع عنهم فإنهم كانوا يتعرضون لكل احد وكان عليه السلام يقوم بالنهى عن المنكر والحجز بينهم وبين المتعرض له فأوعدوه وقالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المجرمين أو عن ضيافة الغرباء

٧١

{قال هؤلاء بناتي} فانكحوهن وكان نكاح المؤمنات من الكفار جائزا ولا تتعرضوا لهم

{إن كنتم فاعلين} ان كنتم تريدون قضاء الشهوة فيما أحل اللّه دون ما حرم فقالت الملائكة للوط عليه السلام

٧٢

{لعمرك إنهم لفي سكرتهم} أي في غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطأ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم من ترك البنين إلى البنات

{يعمهون} يتحيرون فكيف يقبلون قولك ويصغون إلى نصيحتك أو الخطاب لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو قسم بحياته وما أقسم بحياة احد قط تعظيما له والعمر والعمر واحد وهو البقاء إلا أنهم خصوا القسم بالمفتوح ايثارا للاخف لكثرة دور الحلف على ألسنتهم ولذا حذفوا الخبر وتقديره لعمرك قسمى

٧٣

{فأخذتهم الصيحة} صيحة جبريل عليه السلام

{مشرقين} داخلين في الشروق وهو بزوغ الشمس

٧٤

{فجعلنا عاليها سافلها} رفعها جبريل عليه السلام إلى السماء ثم قلبها والضمير لقرى قوم لوط

{وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل}

٧٥

{إن في ذلك لآيات للمتوسمين} للمتفرسين المتأملين كأنهم يعرفون باطن الشيء بسمة ظاهرة

٧٦

{وإنها} وإن هذه القرى يعنى آثارها

{لبسبيل مقيم} ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعدوهم يبصرون تلك الآثار وهو تنبيه لقريش كقوله وانكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل

٧٧

{إن في ذلك لآية للمؤمنين} لأنهم المنتفعون بذلك

٧٨

{وإن كان أصحاب الأيكة} وأن الأمر والشأن كان أصحاب الأيكة أي الغيضة

{لظالمين} لكافرين وهم قوم شعيب عليه السلام

٧٩

{فانتقمنا منهم} فأهلكناهم لما كذبوا شعيبا

{وإنهما} يعنى قرى قوم لوط والأيكة

{لبإمام مبين} لبطريق واضح والإمام اسم ما يؤتم به فسمى به الطريق ومطمر البناء لأنهما مما يؤتم به

٨٠

{ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} هم ثمود والحجر واديهم وهو بين المدينة والشام المرسلين يعنى بتكذيبهم صالحا لأن كل رسول كان يدعو إلى الإيمان بالرسل جميعا فمن كذب واحدا منهم فكانما كذبهم جميعا أو أراد صالحا ومن معه من المؤمنين كما قيل الخبيبيون في ابن الزبير واصحابه

٨١

{وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين} أي أعرضوا عنها ولم يؤمنوا بها

٨٢

{وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا} أي ينقبون في الجبال بيوتا أو يبنون من الحجارة

{آمنين} لوثاقة البيوت واستحكامها من أن تنهدم ومن نقب اللصوص والاعداء أو آمنين من عذاب اللّه يحسبون أن الجبال تحميهم منه

٨٣

{فأخذتهم الصيحة} العذاب

{مصبحين} في اليوم الرابع وقت الصبح

٨٤

{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} من بناء البيوت الوثيقة واقتناء الأموال النفيسة

٨٥

{وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق} إلا خلقا ملتبسا بالحق لا باطلا وعبثا أو بسبب العدل والانصاف يوم الجزاء على الأعمال

{وإن الساعة} أي القيامة لتوقعها كل ساعة

{لآتية} وأن اللّه ينتقم لك فيها من أعدائك ويجازيك وإياهم على حسناتك وسيآتهم فإنه ما خلق السموات والأرض وما بينهما إلا لذلك

{فاصفح الصفح الجميل} فاعرض عنهم اعراضا جميلا بحلم واغضاء قيل هو منسوخ بآية السيف وإن أريد به المخالفة فلا يكون منسوخا

٨٦

{إن ربك هو الخلاق} الذي خلقك وخلقهم

{العليم} بحالك وحالهم فلا يخفى عليه ما يجرى بينكم وهو يحكم بينكم

٨٧

{ولقد آتيناك سبعا} أي سبع آيات وهي الفاتحة أو سبع سور وهي الطوال واختلف في السابعة فقيل الانفال وبراءة لأنهما في حكم سورة بدليل عدم التسمية بينهما وقيل سورة يونس أو أسباع القرآن

{من المثاني} هي من التثنية وهي التكرير لأن الفاتحة مما يتكرر في الصلاة أو من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على اللّه الواحدة مثناة أو مثنية صفة لآية وأما السور الاسباع فلما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد ولما فيها من الثناء كأنها تثنى على اللّه وإذا جعلت السبع مثانى فمن للتبيين وإذا جعلت القرآن مثانى فمن للتبعيض

{والقرآن العظيم} هذا ليس بعطف الشيء على نفسه لإنه إذا أريد بالسبع الفاتحة أو الطوال فما وراءهن ينطلق عليه اسم القرآن لأنه اسم يقع على البعض كما يقع على الكل دليله قوله بما اوحينا إليك هذا القرآن يعنى سورة يوسف وإذا أريد به الاسباع فالمعنى ولقد آتيناك ما يقال له السبع المثانى والقرآن العظيم أي الجامع لهذين النعتين وهو التثنية أو الثناء والعظم ثم قال لرسوله

٨٨

{لا تمدن عينيك} أي لا تطمح ببصرك طموح راغب ٢فيه متمن له

{إلى ما متعنا به أزواجا منهم} أصنافا من الكفار كاليهود والنصارى والمجوس يعنى قد أوتيت النعمة العظمى التي كل نعمة وان عظمت فهي إليها حقيرة وهي القرآن العظيم فعليك أن تستغنى به ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا وفي الحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن وحديث أبي بكر من أوتى القرآن فرأى أن أحدا أوتى من الدنيا أفضل مما أوتى فقد صغر عظيما وعظم صغيرا

{ولا تحزن عليهم} أي لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم انهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام والمسلمون

{واخفض جناحك للمؤمنين} وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وطب نفسا عن إيمان الأغنياء

٨٩

{وقل} لهم

{إني أنا النذير المبين} أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب اللّه نازل بكم

٩٠

{كما أنزلنا} متعلق بقوله ولقد آتيناك اي أنزلنا عليك مثل ما انزلنا

{على المقتسمين} وهم أهل الكتاب

٩١

{الذين جعلوا القرآن عضين} أجزاء جمع عضة وأصلها عضوة فعلة من عضى الشاة إذا جعلها أعضاء حيث قالوا بعنادهم بعضه حق موافق للتوارة والانجيل وبعضه باطل مخالف لهما فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه وقيل كانوا يستهزءون به فيقول بعضهم سورة البقرة لى ويقول الآخر سورة آل عمران لى أو أريد بالقرآن ما يقرءونه من كتبهم وقد اقتسموه فاليهود اقرت ببعض التوارة وكذبت ببعض والنصارى أقرت ببعض الانجيل وكذبت ببعض ويجوز أن يكون الذين جعلوا القرآن عضين منصوبا بالنذير أي أنذر المعضين الذين يجزءون القرآن إلى سحر وشعر وأساطير مثل ما انزلنا على المقتسمين وهم الاثنا عشر الذين اقتسموا مداخل مكة أيام الموسم فقعدوا في كل مدخل متفرقين لينفروا الناس عن الإيمان برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول بعضهم لا تغتروا بالخارج منا فانه ساحر ويقول الآخر كذاب والآخر شاعر فأهلكهم اللّه ولا تمدن عينيك على الوجه الآول اعترض بينهما لأنه لما كان ذلك تسلية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن تكذيبهم وعداوتهم اعترض بما هو مدار لمعنى التسلية من النهى عن الالتفات إلى دنياهم والتأسف على كفرهم ومن الأمر بأن يقبل بكليته عن المؤمنين

٩٢

{فوربك لنسألنهم أجمعين}

٩٣

{عما كانوا يعملون} أقسم بذاته وربوبيته ليسألن يوم القيامة واحدا واحدا من هؤلاء المقتسمين عما قالوه في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو في القرآن أو في كتب اللّه

٩٤

{فاصدع بما تؤمر} فاجهر به وأظهره يقال صدع بالحجة إذا تكلم بها جهارا من الصديع وهو الفجر أو فأصدع فافرق بين الحق والباطل من الصدع في الزجاجة وهو الإبانة بما تؤمر والمعنى بما تؤمر به من الشرائع فحذف الجار كقوله

أمرتك الخير فافعل ما أمرت به

{وأعرض عن المشركين} هو أمر استهانة بهم

٩٥

{إنا كفيناك المستهزئين} الجمهور على أنها نزلت في خمسة نفر كانوا يبالغون في إيذاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والاستهزاء به فاهلكهم اللّه وهم الوليد بن المغيرة مر بنبال فتعلق بثوبه سهم فأصاب عرقا في عقبه فقطعه فمات والعاص بن وائل دخل في أخمصه شوكة فانتفخت رجله فمات الأسود بن عبد المطلب عمى والأسود بن عبد يغوث جعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات والحرث بن قيس امتخط قيحا ومات

٩٦

{الذين يجعلون مع اللّه إلها آخر فسوف يعلمون} عاقبة أمرهم يوم القيامة

٩٧

{ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} فيك أو في القرآن في اللّه

٩٨

{فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين} فافزع فيما نابك إلى اللّه والفزع إلى اللّه هو الذكر الدائم وكثرة السجود يكفك ويكشف عنك الغم

٩٩

{واعبد ربك} ودم على عبادة ربك

{حتى يأتيك اليقين} أي الموت يعنى ما دمت حيا فاشتغل بالعبادة وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة

﴿ ٠