{سبحان} تنزيه اللّه عن السوء وهو علم للتسبيح كعثمان للرجل وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره أسبح اللّه سبحان ثم نزل سبحان منزلة الفعل فسد مسده ودل على التنزيه البليغ

{الذي أسرى بعبده} محمد صلى اللّه عليه وسلم وسرى وأسرى لغتان

{ليلا} نصب على الظرف وقيده بالليل والاسراء لا يكون إلا بالليل للتأكيد أو ليدل بلفظ التنكير على تقليل مدة الاسراء وأنه أسرى به في بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة

{من المسجد الحرام} قيل أسرى به من دار أم هانىء بنت أبي طالب والمراد بالمسجد الحرام الحرم لاحاطته بالمسجد والتباسه به وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما الحرم كله مسجد وقيل هو المسجد الحرام بعينه وهوالظاهر فقد قال عليه السلام: بينما انا في المسجد الحرام في ال عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتانى جبريل بالبراق وقد عرج بى إلى السماء في تلك الليلة

وكان العروج به من بيت المقدس وقد أخبر قريشا عن عيرهم وعدد جمالها وأحوالها وأخبرهم أيضا بما رأى في السماء من العجائب وأنه لقى الأنبياء عليهم السلام وبلغ البيت المعمور وسدرة المنتهى

وكان الاسراء قبل الهجرة بسنة وكان في اليقظة

وعن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: واللّه ما فقد جسد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولكن عرج بروحه وعن معاوية مثله

وعلى الأول الجمهور إذ لا فضيلة للحالم ولا مزية للنائم

{إلى المسجد الأقصى} هو بيت المقدس لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد

{الذي باركنا حوله} يريد بركات الدين والدنيا لأنه متعبد الأنبياء عليهم السلام ومهبط الوحى وهو محفوف بالانهار الجارية والأشجار المثمرة

{لنريه} أي محمدا عليه السلام

{من آياتنا} الدالة على وحدانية اللّه وصدق نبوته وبرؤيته السموات وما فيها من الآيات

{إنه هو السميع} للاقوال

{البصير} بالافعال ولقد تصرف الكلام على لفظ الغائب والمتكلم فقيل أسرى ثم باركنا ثم أنه هو وهي طريقة الالتفات التي هي من طريق البلاغة

﴿ ١