تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة الملائكة مكية وهى خمس واربعون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم _________________________________ {الحمد للّه} حمد ذاته تعليما وتعظيما {فاطر السماوات} مبتدئها ومبتدعها قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ما كنت أدرى معنى الفاطر حتى اختصم إلى أعرابيان فى بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أى ابتداتها {والأرض جاعل الملائكة رسلا} إلى عباده {أولي} ذوى اسم جمع لذو وهو بدل من رسلا أونعت له {أجنحة} جمع جناح {مثنى وثلاث ورباع} صفات لأجنحة وإنما لم تنصرف لتكرر العدل فيها وذلك أنها عدلت عن ألفاظ الاعداد عن صيغ إلى صيغ أخرخ كما عدل عمر عن عامر وعن تكرير إلى غير تكرير وقيل للعدل والوصف والتعويل عليه والمعنى أن الملائكة طائفة أجنحتهم اثنان اثنان أى لكل واحد منهم جناحان وطائفة اجنحتهم ثلاثة ثلاثة ولعل الثالث يكون في وسط الظهر بين الجناحين يمدهما بقوة وطائفة أجنحتهم أربعة أربعة {يزيد في الخلق} أى يزيد فى خلق الأجنحة وغيره {ما يشاء} وقيل هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن والخط الحسن والملاحة فى العينين والآية مطلقة تتناول كل زيادة فى الخلق من طول قامة واعتدال صورة وتمام فى الأعضاء وقوة فىالبطش وحصافة فىالعقل وجزالة فى الرأى وذلاقة فى اللسان ومحبة فى قلوب المؤمنين وما أشبه ذلك {إن اللّه على كل شيء قدير} قادر |
﴿ ١ ﴾