تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الدخان

سورة الدخان تسع وخمسون آية مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم

في الخبر: من قرأها ليلة جمعة أصبح مغفورا له

_________________________________

{حم

٢

والكتاب المبين} اى القرآن الواو في والكتاب واو القسم ان جعلت حم تعديدا للحروف أو اسما للسورة مرفوعا على خبر الابتداء المحذو ف وواو العطف ان كانت حم مقسما بها وجواب القسم

٣

{إنا أنزلناه في ليلة مباركة} اى ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان وقيل بينها وبين ليلة القدر اربعون ليلة والجمهور على الأول لقوله إنا أنزلناه في ليلة القدر وقوله شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن وليلة القدر في اكثر الأقاويل في شهر رمضان ثم قالوا انزله جملة من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا ثم نزل به في وقت وقوع الحاجة الى نبيه صلى اللّه عليه وسلم وقيل ابتداء نزوله في ليلة القدر والمباركة الكثيرة الخير لما ينزل فيها من الخير والبركة ويستجاب من الدعاء ولو لم يوجد فيها الا انزال القرآن وحده لكفى به بركة

{إنا كنا منذرين}

٤

{إنا كنا منذرين}{فيها يفرق كل أمر} هما جملتان مستأنفتان ملفوفتان فسر بهما جواب القسم كانه قيل أنزلناه لان من شأننا الانذار والتحذير من العقاب وكان انزالنا اياه في هذه الليلة خصوصا لأن إنزال القرآن من الامور الحكيمية وهذه الليلة مفرق كل أمر حكيم ومعنى يفرق يفصل ويكتب كل امر من ارزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم من هذه الليلة الى ليلة القدر التى تجىء في السنة المقبلة

{حكيم} ذى حكمة اى مفعول على ما تقتضيه الحكمة وهو من الإسناد المجازى لان الحكم صفة صاحب الامر على الحقيقة ووصف الأمر به مجازا

٥

{أمرا من عندنا} نصب على الاختصاص جعل كل امر جزلا فخما بأن وصفة بالحكيم ثم زاده جزالة وفخامة بأن قال أعنى بهذا الأمر امرا حاصلا من عندنا كما اقتضاه علمنا وتدبيرنا

{إنا كنا مرسلين} بدل من انا كنا منذرين

٦

{رحمة من ربك} معفول له على معنى انا انزلنا القرآن لان من شأننا وعادتنا ارسال الرسل بالكتب الى عبادنا لاجل الرحمة عليهم أو تعليل لقوله امرا من عندنا و رحمة مفعول به وقد وصف الرحمة بالارسال كما وصفها به في قوله وما يمسك فلا مرسل له من بعده والأصل انا كنا مرسلين رحمة منا فوضع الظاهر موضع الضمير ايذانا بأن الربوبية تقتضى الرحمة على المربوبين

{إنه هو السميع} لأقوالهم

{العليم} بأحوالهم

٧

{رب} كو فى بدل من ربك وغيرهم بالرفع اى هو رب

{السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين} ومعنى الشرط انهم كانوا يقرون بان للسموات والارض ربا وخالقا فقيل لهم ان ارسال الرسل وانزال الكتب رحمة من الرب ثم قيل ان هذا الرب هو السميع العليم الذى انتم مقرون به ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما ان كان اقراركم عن علم وايقان كما تقول ان هذا انعام زيد الذى تسامع الناس بكرمه ان بلغك حديثه وحدثت بقصته

٨

{لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم} اى هو ربكم

{ورب آبائكم الأولين} عطف عليه ثم رد ان يكونوا موقنين بقوله

٩

{بل هم في شك يلعبون} وان اقرارهم غير صادر عن علم وتيقن بل قول مخلوط بهزؤ ولعب

١٠

{فارتقب} فانتظر

{يوم تأتي السماء بدخان} يأتى من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص وقيل إن قريشا لما استعصت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دعا عليهم فقال اللّهم اشدد وطاتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فأصابهم الجهد حتى اكلوا الجيف والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان

{مبين} ظاهر حاله لا يشك احد في أنه دخان

١١

{يغشى الناس} يشملهم ويلبسهم وهو في محل الجر صفة

{هذا عذاب أليم}

١٢

{ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} لدخان وقوله

{هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} اى سنؤمن ان تكشف عنا العذاب منصوب المحل بفعل مضمر وهو يقولون ويقولون منصوب المحل على الحال أى قائلين ذلك

١٣

{أنى لهم الذكرى} كيف يذكرون ويتعظون ويفون بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب

{وقد جاءهم رسول مبين}

١٤

{ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون} اى وقد جاءهم ما هو أعظم وأدخل في وجوب الأذكار من كشف الدخان وهو ما ظهر على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الآيات والبينات من الكتاب المعجز وغيره فلم يذكروا و تولوا عنه وبهتوه بأن عداسا غلاما أعجميا لبعض ثقيف هو الذى علمه ونسبوه الى الجنون

١٥

{إنا كاشفو العذاب قليلا} زمانا قليلا أو كشفا قليلا

{إنكم عائدون} الى الكفر الذى كنتم فيه أو إلى العذاب

١٦

{يوم نبطش البطشة الكبرى} هى يوم القيامة أو يوم بدر

{إنا منتقمون} أى ننتقم منهم في ذلك اليوم وانتصاب يوم نبطش باذكروا بما دل عليه انا منتقمون وهو ننتقم لا بمنتقمون لأن ما بعد أن لا يعمل فيما قبلها

١٧

{ولقد فتنا قبلهم} قبل هؤلاء المشركين اى فعلنا بهم فعل المختبر ليظهر منهم ما كان باطنا قوم فرعون

{وجاءهم رسول كريم} على اللّه وعلى عباده المؤمنين أو كريم في نفسه حسيب نسيب لأن اللّه تعالى لم يبعث نبيا الا من سراة قومه وكرامهم

١٨

{أن أدوا إلي} هى أن المفسرة لان مجىء الرسول الى من بعث اليهم متضمن لمعنى القول لأنه لا يجيئهم الا مبشر ا ونذيرا وداعيا الى اللّه أو ففة من الثقيلة ومعناه وجاءهم بأن الشأن والحديث ادوا الى سلموا الى

{عباد اللّه} هو مفعول به وهم بنو اسرائيل يقول ادوهم الى وأرسلوهم معى كقوله ارسل معنا بنى اسرائيل ولا تعذبهم ويجوز ان يكون نداء لهم على معنى ادوا الى عباد اللّه وما هو واجب لى عليكم من الايمان لى وقبول دعوتى واتبأع سبيلى وعلل ذلك بقوله

{إني لكم رسول أمين} اى على رسالتى غير متهم

١٩

{وأن لا تعلوا على اللّه} أن هذه مثل الأولى في وجهيها اى لا تستكبروا على اللّه بالاستهانة برسوله ووحيه أو لا تستكبروا على نبى اللّه

{إني آتيكم بسلطان مبين} بحجة واصحة تدل على انى نبى

٢٠

{وإني عذت} مدغم أبو عمرو وحمزة وعلى

{بربي وربكم أن ترجمون} ان تقتلونى رجما ومعناه انه عائذ بربه متكل على انه يعصمه منهم ومن كيدهم فهو غير مبال بما كانوا يتوعدونه من الرجم والقتل

٢١

{وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} اى ان لم تؤمنوا الى فلامو الاة وبين من لا يؤمن فتنحوا عنى أو فخلونى كفافا لالى ولا على ولا تتعرضو الى بشركم واذا كم مليس جزاء من دعاكم الى مافيه فلاحكم ذلك ترجمونى فاعتزلوني في الحالتين يعقوب

٢٢

{فدعا ربه} شاكيا قومه

{أن هؤلاء قوم مجرمون} بأن هؤلاء اى دعا ربه بذلك قيل كان دعاؤه اللّهم عجل لهم ما يستحقونه باجرا مهم وقيل هو قوله ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين وقرىء ان هؤلاء بالكسر على اضمار القول اى فدعا ربه فقال ان هؤلاء

٢٣

{فأسر} من اسرى فاسر بالوصل حجازى من سرى والقول مضمر بعد الفاء اى فقال اسر

{بعبادي} اى بنى اسرائيل

{ليلا إنكم متبعون} اى دبر اللّه ان تتقدموا ويتبعكم فرعون وجنوده فينجى المتقدمين ويغرق التابعين

٢٤

{واترك البحر رهوا} ساكنا اراد موسى عليه السلام لما جاوز البحر ان يضربه بعصاه فينطبق فأمر بأن يتركه ساكنا على هيئته قارا على حاله من انتصاب الماء وكون الطريق ببسالا يضربه بعصاه ولا يغير منه شيئا ليدخله القبط فإذا حصلوا فيه اطبقه اللّه عليهم وقيل الرهو الفجوة الواسعة اى اتركه مفتوحا علىحاله منفرجا

{إنهم جند مغرقون} بعد خروجكم من البحر وقرىء بالفتح أى لانهم

{كم} عبارة عن الكثرة منصوب بقوله

٢٥

{كم تركوا من جنات وعيون

٢٦

وزروع ومقام كريم} عبارة عن الكثرة منصوب بقوله

{تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم} هو ما كان لهم من المنازل الحسنة وقيل المنابر

٢٧

{ونعمة} تنعم

{كانوا فيها فاكهين} متنعمين

٢٨

{كذلك} اى الامر كذلك فالكاف فى موضع الرفع لى أنه خبر مبتدأ مضمر

{وأورثناها قوما آخرين} ليسوا منهم فى شىء من قرابة ولا دين ولاء وهم بنو اسرائيل

٢٩

{فما بكت عليهم السماء والأرض} لأنهم ماتوا كفارا والمؤمن اذا مات تبكي عليه السماء والأرض فيبكى على المؤمن من الأرض مصلاة ومن السماء مصعد عمله وعن الحسن أهل السماء والأرض

{وما كانوا منظرين} أي لم ينظروا إلى وقت آخر ولم يمهلوا

٣٠

{ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين} أي الاستخدام والإستعباد وقتل الأولاد

٣١

{من فرعون} بدل من العذاب المهين باعادة الجار كأنه نفسه كان عذابا مهينا لأفراط في تعذبيهم واهانتهم أو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من فرعون

{إنه كان عاليا} متكبرا

{من المسرفين} خبر ثان أي كان متكبرا مسرفا

٣٢

{ولقد اخترناهم} أي بنى إسرائيل

{على علم} حال من ضمير الفاعل أي عالمين بمكان الخيرة وبأنهم أحقاء بأن يختاروا

{على العالمين} علي

٣٣

{وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} من الآيات كفلق البحر وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى وغير ذلك

{ما فيه بلاء مبين} نعمة ظاهرة أو اختيار ظاهر لننظر كيف تعملون

٣٤

{إن هؤلاء} يعنى كفار قريش

{ليقولون}

٣٥

{إن هي} ما الموتة

{إلا موتتنا الأولى} والاشكال ان الكلام وقع في الحياة الثانية لافى الموت فهلا قيل ان هى الا حياتنا الأولى وما معنى ذكر الأولى كانهم وعدوا موتة اخرى حتى جحدوها واثبتوا الاولى والجواب انه قيل لهم انكم تموتون موتة تتعقبها حياة كما تقدمتكم موتة قد تعقبتها حياة وذلك قوله تعالى وكنتم امواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم فقالوا ان هى الا موتتنا الاولى يريدون ما الموتة التى من شأنها ان يتعقبها حياة الا الموتة الأولى فلا فرق اذا بين هذا وبين قوله الا حياتنا الدنيا في المعنى ويحتمل ان يكون هذا انكارا لما في قوله ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين

{وما نحن بمنشرين} بمبعوثين يقال انشر اللّه الموتى ونشرهم اذا بعثهم

٣٦

{فأتوا بآبائنا} خطاب الذين كانوا يعدونهم النشور من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين

{إن كنتم صادقين} اى ان صدقتم فيما تقولون نعجلوا لنا احياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك حتى يكون دليلا على أن ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى حق

٣٧

{أهم خير} في القوة المنعة

{أم قوم تبع} هو تبع الحميرى كان مؤمنا وقومه كافرين وقيل كان نبيا وفى الحديث ما ادرى اكان تبع نبيا أو غير نبى

{والذين من قبلهم} مر فوع بالعطف على قوم تبع

{أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} كافرين منكرين للبعث

٣٨

{وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما} اى وما بين الجنسين

{لاعبين} حال ولو لم يكن بعث ولا حساب ولا ثواب كان خلق الخلق للقناء خاصة فيكون لعبا

٣٩

{ما خلقناهما إلا بالحق} بالجد ضد اللعب

{ولكن أكثرهم لا يعلمون} أنه خلق لذلك

٤٠

{إن يوم الفصل} بين المحق والمبطل وهو يوم القيامة

{ميقاتهم أجمعين} وقت موعدهم كلهم

٤١

{يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا} اى و لى كان عن اى ولى كان شيئا من اغناء اى قليلا منه

{ولا هم ينصرون} الضمير للمولى لانهم في المعنى كثير لتناول اللفظ على الابهام والشياع كل مولى

٤٢

{إلا من رحم اللّه} في محل الرفع على البدل من الواو في ينصرون اى لا يمنع من العذاب الا من رحمه اللّه

{إنه هو العزيز} الغالب على اعدائه

{الرحيم} لأوليائه

٤٣

{إن شجرة الزقوم} هى على صورة

٤٤

{طعام الأثيم}

٤٥

{كالمهل يغلي في البطون} شجر الدنيا لكنها في النار والزقوم ثمرها وهو كل طعام ثقيل

{طعام الأثيم} هو الفاجر الكثير الآثام وعن ابى الدرداء انه كان يقرىء رجلا فكان يقول طعام اليتيم فقال قل طعام الفاجر يا هذا وبهذا تستدل على أن ابدال الكلمة مكان الكلمة جائز إذ كانت مؤذيه معناها ومنه اجاز أبو حنيفة رضى اللّه عنه القراءة بالفارسية بشرط ان يؤدى القارىء المعانى كلها على كمالها من غير ان يخرم منها شيئا قالوا وهذه الشريطة تشهد انها اجاز كلا اجازة لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذى هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه واساليبه من لطائف المعانى والدقائق مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها ويروى رجوعه الى قولهما وعليه الاعتماد

{كالمهل} هو دردى الزيت والكاف رفع خبر بعد خبر

{يغلي في البطون} وبالياء مكى وحفص فالتاء للشجرة والياء للطعام

٤٦

{كغلي الحميم} اى الماء الحار الذى انتهى غليانه ومعناه غليا كغلى الحميم فالكاف منصوب المحل ثم يقل للزبانية

٤٧

{خذوه} اى الاثيم

{فاعتلوه} فقودوه بعنف وغلظة فاعتلوه مكى ونافع وشامى وسهل ويعقوب

{إلى سواء الجحيم} الى وسطها ومعظمها

٤٨

{ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم} المصبوب هو الحميم لا عذابه الا انه اذا صب عليه الحميم لقد صب عليه عذابه وشدته وصب العذاب استعارة ويقال له

٤٩

{ذق إنك أنت العزيز الكريم} على سبيل الهزؤ والهكم انك اى لانك على

٥٠

{إن هذا} اى العذاب أو هذا الامر هو

{ما كنتم به تمترون} تشكون

٥١

{إن المتقين في مقام} بالفتح وهو موضوع القيام والمراد المكان وهو من الخاص الذى وقع مستعملا في معنى العموم وبالضم مدنى وشامى وهو موضع الاقامة

{آمين} من امن الرجل امانة فهو امين وهو ضد الخائن فوصف به المكان استعارة لأن المكان المخيف كانما يخوف صاحبه بما يلقى فيه من المكاره

٥٢

{في جنات وعيون} بدل من مقام امين

٥٣

{يلبسون من سندس} مارق من الديباج

{وإستبرق} ما غلظ وهو تعريب استبر واللفظ اذا عرب خرج من ان يكون اعجميا لان معنى التعريب ان يجعل عربيا بالتصرف فيه وتغييره عن منهاجه واجرائه على اوجه الاعراب فساغ ان يقع في القرآن العربي

{متقابلين} في مجالسهم وهو اتم للانس

٥٤

{كذلك} الكاف مرفوعة اى الامر كذلك

{وزوجناهم} وقرناهم ولهذا عدى بالباء

{بحور} جمع حوراء وهى الشديده سواد العين والشدة بياضها

{عين} جمع عيناء وهى الواسعة العين

٥٥

{يدعون فيها} يطلبون في الجنة

{بكل فاكهة آمنين} من الزوال والانقطاع

٥٦

{ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا } أي في الجنة

{ ٱلْمَوْتَ } البتة

{ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ} أي سوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا. وقيل: لكن الموتة قد ذاقوها في الدنيا

وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

٥٧

فضلا من ربك} اى للفضل فهو مفعول له أو مصدر مؤكد لما قبله لان قوله ووقاهم عذا الجحيم تفضل منه لهم لان العبد لا يستحق على اللّه شيئا

{ذلك} اى صرف العذاب ودخول الجنة

{هو الفوز العظيم}

٥٨

{فإنما يسرناه} اى الكتاب وقد جرى ذكره في اول السورة

{بلسانك لعلهم يتذكرون} يتعظون

٥٩

{فارتقب} فانتظر ما يحل بهم

{إنهم مرتقبون} منتظرون ما يحل بك من الدوائر

﴿ ٠