تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الجاثية

سورة الجاثية مكية وهى سبع وثلاثون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{حم} ان جعلتها اسما للسورة فهى مرفوعة بالابتداء والخبر

٢

{تنزيل الكتاب من اللّه} صلة للتنزيل وان جعلتها تعديدا للحروف كان تنزيل الكتاب متبدأ والظرف خبر

{العزيز} في انتقامه

{الحكيم} في تدبيره

٣

{إن في السماوات والأرض لآيات} لدلالات على وحدانيته ويجوز ان يكون المعنى ان في خلق السموات والأرض لآيات

{للمؤمنين} دليله قوله

٤

{وفي خلقكم} ويعطف

{وما يبث من دابة} على الخلق المضاف لأن المضاف اليه ضمير مجرور ومتصل يقبح العطف عليه

{آيات} حمزة وعلى بالنصب وغيرهما بالرفع مثل قولك ان زيدا في الدار وعمرا في السوق أو وعمرو في السوق

{لقوم يوقنون

٥

واختلاف الليل والنهار وما أنزل اللّه من السماء من رزق} اى مطر وسمى به لأنه سبب الرزق

{فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح} الريح حمزة على

{آيات لقوم يعقلون} بالنصب

٦

{تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحق} على وحمزة وغيرهما بالرفع وهذا من العطف على عاملين سواء نصبت أو رفعت فالعاملان اذا نصبت ان وفى اقيمت الواو مقامهما فعملت الجر في واختلاف الليل والنهار والنصب في آيات واذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي عملت الواو الرفع في آيات والجر في واختلاف هذا مذهب الأخفش لأنه يجوز العطف على عاملين وأما سيبويه فانه لا يجيزه وتخريج الآية عنده ان يكون على اضمار في والذى حسنه تقديم ذكر في الآيتين قبل هذه الآية ويؤيده قراءة ابن مسعود رضى اللّه عنه وفي اختلاف الليل والنهار ويجوز ان ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور ومعطوفا على ما قبله أو على التكرير توكيد الآيات الاولى كانه قيل آيات آيات ورفعهما باضمار هى والمعنى في تقديم الإيمان على الايقان وتوسيطه وتأخير الآخران المنصفين من العباد اذا نظروا في السموات والارض نظرا صحيحا علموا انها مصنوعة وانه لا بد لها من صانع فآمنوا باللّه فإذا نظروا في خلق انفسهم وتقلها من حال الى حال وفي خلق ما ظهر على لارض من صنوف الحيوان ازدادوا إيمانا وايقنوا فاذا نظروا في سائر الحوادث التى تتجدد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الامطار وحياة الارض بها بعد موتها وتصريف الرياح جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا عقلوا واستحكم علمهم وخلص يقينهم

{تلك} اشارة الى الايات المتقدمة اى تلك الآيات

{آيات اللّه} وقوله

{نتلوها} في محل الحال اى متلوة

{عليك بالحق} والعامل مادل عليه تلك من معنى الاشاة

{فبأي حديث بعد اللّه وآياته} أى بعد آيات اللّه كقولهم أعجبنى زيد وكرمه يريدون اعجبنى كرم زيد

{يؤمنون} حجازى وأبو عمرو وسهل وحفص بالتاء غيرهم على تقدير قل يا محمد

٧

{ويل لكل أفاك} كذاب

{أثيم} متبالغ في اقتراف الآثام

٨

{يسمع آيات اللّه} في موضع جر صفة

{تتلى عليه} حال من آيات اللّه

{ثم يصر} يقبل على كفره ويقيم عليه

{مستكبرا} عن الايمان بالآيات والاذعان لما تنطق به من الحق مزدريا لها معجبا بما عنده قيل نزلت في الضر بن الحرث وما كان يشترى من احاديث العجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن والآية عامة في كل من كان مضارا لدين اللّه وجىء بثم لان الاصرار على الضلالة والاستكبار عن الايمان عند سماع آيات القرآن مستبعد في العقول

{كأن لم يسمعها} كان مخففة والاصل كأنه لم يسمعها والضمير ضمير الشأن ومحلة الجملة النصب على الحال اى يصير مثل غير السامع

{فبشره بعذاب أليم} فأخبره خبرا يظهر اثره على البشرة

٩

{وإذا علم من آياتنا شيئا} واذا بلغه شىء من آياتنا وعلم انه منها

{اتخذها} اتخذ الآيات

{هزوا} ولم يقل اتخذه للأشعار بأنه اذا احس بشىء من الكلام انه من جملة الآيات خاض في الاستهزاء

{أولئك لهم عذاب مهين} يجمع الآيات ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه ويجوز ان يرجع الضمير الى شيء لأنه في معنى الآية كقول ابى العتاهية

نفسى بشىء من الدنيا معلقة اللّه والقائم المهدي يكفيها

حيث أراد عتبة

{أولئك} اشارة الى كل افاك اثيم لشموله الأفاكين

{لهم عذاب مهين} مخز

١٠

{من ورائهم} من قدامهم الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام

{جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا} من الأموال

{شيئا} من عذاب اللّه

{ولا ما اتخذوا} ما فيهما مصدرية أو موصولة

{من دون اللّه} من الأوثان

{أولياء ولهم عذاب عظيم} في جهنم

١١

{هذا هدى} اشارة الى القرآن ويدل عليه

{والذين كفروا بآيات ربهم} لان آيات ربهم هى القرآن اى هذا القرآن كامل في الهداية كما تقول زيد رجل اى كامل في الرجولية

{لهم عذاب من رجز} هو اشد العذاب

{أليم} بالرفع مكى ويعقوب وحفص صفة لعذاب وغيرهم بالجر صفة لرجز

١٢

{اللّه الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره} باذنه

{ولتبتغوا من فضله} بالتجارة أو بالغوص على اللؤلؤ والمرجان واستخراج اللحم الطرى

{ولعلكم تشكرون

١٣

وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا} هو تأكيد مافى السموات وهو مفعول سخر وقيل جميعا نصب على الحال

{منه} حال اى سخر هذه الاشياء كائنة منه حاصلة من عنده أو خبر مبتدأ محذوف أي هذه العم كلها منه أو صفة للمصدر أي تسخيرا منه

{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

١٤

قل للذين آمنوا يغفروا} اى قل لهم اغفروا يغفروا فحذف المقول لان الجواب يدل عليه ومعنى يغفروا يعفوا ويصفحوا وقيل انه مجزوم بلام مضمرة تقديره ليغفروا فهو امر مستأنف وجاز حذف اللام لدلالة على الامر

{للذين لا يرجون أيام اللّه} لا يتوقعون وقائع اللّه بأعدائه من قولم لوقائع العرب ايام العرب وقتل لا يؤملون الاوقات التي وقتها اللّه تعالى لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها قيل نزلت ي عمر رضى اللّه عنه حين شتمه رجل من المشركين من بنى غفار فهم ان يبطش به

{ليجزي} تعليل للأمر بالمغفرة اى انما امروا بأن يغفروا ليوفيهم جزاء مغفرتهم يوم القيامة وتنكير

{قوما} على المدح لهم كانه قيل ليجزى ايما قوم

{بما كانوا يكسبون}

١٥

{من عمل صالحا فلنفسه} وقوما مخصوصين بصبرهم على اذى اعدائهم لنجزى شامى وحمزة وعلى لينجزى قوما يزيد اى ليجزى الخير قوما فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه كما أضمر الشمس في قوله حتى توارث بالحجاب لان قوله اذ عرض عليه بالعشى دليلا على توارى الشمس وليس التقدير ليجزى الجزاء قوما لأن المصدر لا يقوم مقام الفاعل ومعك مفعول صحيح اما اقامة المفعول الثاني مقام الفاعل فجائز وانت تقول جزاك اللّه خيرا

{بما كانوا يكسبون} من الاحسان

{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها} اى لها الثواب وعليها العقاب

{ثم إلى ربكم ترجعون} أى الى جزائه

١٦

{ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب} التوراة

{والحكم} الحكمة والفقه أو فصل الخصومات بين الناس لأن الملك كان فيهم

{والنبوة} خصها بالذكر لكثرة الانبياء عليهم السلام فيهم

{ورزقناهم من الطيبات} مما أحل اللّه لهم واطاب من الارزاق

{وفضلناهم على العالمين} على عالمى زمانهم

١٧

{وآتيناهم بينات} آيات ومعجزات

{من الأمر} من امر الدين

{فما اختلفوا} فما وقع الخلاف بينم في الدين

{إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} اى الامن من بعد ما جاءهم ما هو موجب لزوال الخلاف وهو العلم وانما اختلفوا لبغى حدث بينهم اى لعداوة وحسد بينهم

{إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} قيل المراد اختلافهم في اوامر اللّه ونواهيه في التوراة حسدا وطلبا وجلبا للرياسة لا عن جهل يكون الانسان به معذورا

١٨

{ثم جعلناك} بعد اختلاف اهل الكتاب

{على شريعة} على طريقة ومنهاج

{من الأمر} من أمر ا لدين

{فاتبعها} فاتبع شريعتك الثابتة بالحجج والدلائل

{ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} ولا تتبع مالا حجة عليه من أهواء الجهال ودينهم المبنى على هوى وبدعة وهم رؤساء قريش حين قالوا ارجع الى دين آبائك

١٩

{إنهم} ان هؤلاء الكافرين

{لن يغنوا عنك من اللّه شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض واللّه ولي المتقين} وهم موالوه وما ابين الفضل بين الولايتين

٢٠

{هذا} اى القرآن

{بصائر للناس} جعل ما فيه من معالم الدين والشرائع بمنزلة البصائر في القلوب كما جعل روحا وحياة

{وهدى} من الضلالة

{ورحمة} من العذاب

{لقوم يوقنون} لمن آمن وايقن

٢١

{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم} بالبعث

{أم حسب الذين} ام منقطعة ومعنى الهمزة فيها انكار الحسبان

{اجترحوا السيئات} اكتسبواالمعاصى والكفر ومنه الجوارح وفلان جارحة اهله اى كاسبهم

{أن نجعلهم} أن نصيرهم وهو من جعل المعتدى الى مفعولين فاولهما الضمير والثانى الكاف فى

{كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} والجملة التى هى

{سواء محياهم ومماتهم} بدل من الكاف لان الجملة تقع مفعولا ثانيا فكانت في حكم المفرد سواء على وحمزة وحفص بالنصب على الحال من الضمير ي نجعلهم ويرتفع محياهم ومماتهم بسواء وقرأ الاعمش ومماتهم بالنصب جعل محياهم ومماتهم ظرفين كمقدم الحاج اى سواء في محايهم وفى مماتهم والمعنى انكار ان يستوى المسيئون والمحسنون محيا وان يستووا مماتا لافتراق احوالهم احياء حيث عاش هؤلاء على القيام بالطاعات واولئك على اقتراف السيآت ومماتا حيث مات هؤلاء على البشرى بالرحمة والكرامة واولئك على الياس من الرحمة والندامة وقيل معناه انكار ان يستووا في الممات كما استووا في الحياة في الرزق والصحة وعن تميم الدارى رضى اللّه عنه انه كان يصلى ذات ليلة عند المقام فبلغ هذه الآية فجعل يبكى ويردد الى الصباح وعن الفضيل انه بلغها فجعل يرددها ويبكى ويقول يا فضيل ليت شعرى من اى الفريقين انت

{ساء ما يحكمون} بئس ما يقضون اذا حسبوا انهم كالمؤمنين فليس من اقعد على بساط الموافقة كمن اقعد على مقام المخالفة بل نفرق بينهم فنعلى المؤمنين ونخزى الكافرين

٢٢

{وخلق اللّه السماوات والأرض بالحق} ليدل على قدرته

{ولتجزى} معطوف على هذا المعلل المحذوف

{كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون

٢٣

أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} اى هو مطواع لهوى النفس يتبع ما تدعوه اليه فكأنه يعبده كما يعبد الرجل الهه

{وأضله اللّه على علم} منه باختياره الضلال أو انشأ فيه فعل الضلال على علم منه بذ لك

{وختم على سمعه} فلا يقبل وعظا

{وقلبه} فلا ي عتقد حقا

{وجعل على بصره غشاوة} فلا يبصر عبرة غشوة حمزة وعلى

{فمن يهديه من بعد اللّه} من بعد إضلال اللّه اياه

{أفلا تذكرون} بالتخفيف حمزة وعلى وحفص وغيرهم بالتشديد فاصل الشر متابعة الهوى والخير كله في مخالفته فنعم ما قال

اذا طلبتك النفس يوما بشهوة وكان اليها للخلاف طريق

فدعها وخالف ماهويت فانما هواك عدو والخلاف صديق

٢٤

{وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} {وقالوا ما هي} اى ما الحياة لانهم وعدوا حياة ثانية

{إلا حياتنا الدنيا} التى نحن فيها

{نموت ونحيا} نموت نحن ونحيا ببقاء اولادنا أو يموت بعض ويحيا بعض أو نكون مواتا نطفا في الأصلاب ونحيا بعد ذلك أو يصيبنا الأمران الموت والحياة يريدون الحياة في الدنيا والموت بعدها وليس وراء ذلك حياة وقيل هذا كلام من يقول بالتناسخ اى يموت الرجل ثم تجعل روحه في موات فيحيا به

{وما يهلكنا إلا الدهر} كانوا يزعمون ان مرور الايام والليالى هو المؤثر في هلاك الانفس وينكرون ملك الموت وقبضة الأرواح باذن اللّه وكانوا يضيفون كل حادثة تحدث الى الدهر والزمان وترى اشعارهم ناطقة بشكوى الزمان ومنه قوله عليه السلام: لا تسبوا الدهر فإن اللّه هو الدهر اى فان اللّه هو الآتى بالحوادث لا الدهر

{وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} وما يقولون ذلك من علم ويقين ولكن من ظن وتخمين

٢٥

{وإذا تتلى عليهم آياتنا} اى القرآن يعىمافيه من ذكر البعث

{بينات ما كان حجتهم} وسمى قولهم حجة وان لم يكن حجة لأنه في زعمهم حجة

{إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا} اى احيوهم

{إن كنتم صادقين} في دعوى البعث وحجتهم خبر كان واسمها ان قالوا والمعنى ما كان حجتهم الا مقالتهم ائتوا بآياتنا وقرىء حجتهم بالرفع على انها اسم كان وان قالوا الخبر

٢٦

{قل اللّه يحييكم} في الدنيا

{ثم يميتكم} فيها عند انتهاء اعماركم

{ثم يجمعكم إلى يوم القيامة} اى يبعثكم يوم القيامة جميعا ومن كان قادر على ذلك كان قادر على الاتيان بآبائكم ضرورة

{لا ريب فيه} اى في الجمع

{ولكن أكثر الناس لا يعلمون} قدرة اللّه على البعث لاعراضهم عن التفكر في الدلائل

٢٧

{وللّه ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون} عامل النصب في يوم تقوم يخسر ويومئذ بدل من يوم تقوم

٢٨

{وترى كل أمة جاثية} جالسة على الركب يقال جثا فلان يجثو اذا جلس عل ركبتيه وقيل جاثية مجتمعة

{كل أمة} بالرفع على الابتداء كل بالفتح يعقوب عل الابدال من كل أمة

{تدعى إلى كتابها} الى صحائف اعمالها فاكتفى باسم الجنس فيقال لهم

{اليوم تجزون ما كنتم تعملون} في الدنيا

٢٩

{هذا كتابنا} اضيف الكتاب اليهم لملابسته اياهم لان اعمالهم مثبتة فيه والى اللّه تعالى لانه مالكه والآمر ملائكته ان يكتبوا فيه اعمال عباده

{ينطق}

{عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} {عليكم} يشهد عليكم بما عملتم

{بالحق} من غير زيادة ولا نقصان

{إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} اى نستكتب الملائكة اعمالكم وقيل نسخت واستنسخت بمعنى وليس ذلك بنقل من كتاب بل معناه نثبت

٣٠

{فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته} جنته

{ذلك هو الفوز المبين

٣١

وأما الذين كفروا} فيقال لهم

{أفلم تكن آياتي تتلى عليكم} والمعنى الم يأتكم رسلى فلم تكن آياتى تتلى عليكم فحذف المعطوف عليه

{فاستكبرتم} عن الايمان بها

{وكنتم قوما مجرمين} كا فرين

٣٢

{وإذا قيل إن وعد اللّه} بالجزاء

{حق والساعة} بالرفع عطف على محل إن واسمها والساعة حمزة عطف على وعد اللّه

{لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة} اى شىء الساعة

{إن نظن إلا ظنا} اصله نظن ظنا ومعناه اثبات الظن فحسب فادخل حرف النفى والاستثناء ليفاد اثبات الظن مع نفى ما سواه وزيد نفى ما سوى الظن توكيدا بقوله

{وما نحن بمستيقنين

٣٣

وبدا لهم} ظهر لهؤلاء الكفار

{سيئات ما عملوا} قبائح اعمالهم أو عقوبات اعمالهم السيآت كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها

{وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون} ونزل بهم جزاء استهزائهم

٣٤

{وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا} اى تترككم في العذاب كما تركتم عدة لقاء يومكم وهى الطاعة وإضافة اللقاء الى اليوم كاضافة المكر في قوله الليل والنهار اى نسيتم لقاء اللّه تعالى في يومكم هذا ولقاء جزائه

{ومأواكم النار} اى منزلكم

{وما لكم من ناصرين

٣٥

ذلكم} العذاب

{بأنكم} بسببب انكم

{اتخذتم آيات اللّه هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها} لا يخرجون حمزة وعلى

{ولا هم يستعتبون} ولا يطلب منهم ان يعتبوا ربهم اى يرضوه

٣٦

{فللّه الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين} اى فاحمدوا اللّه الذى هو ربكم ورب كل شىء من السموات والارض والعالمين فإن مثل هذه الربوبية العامة توجب الحمد والثناء على كل مربوب

٣٧

{وله الكبرياء في السماوات والأرض} وكبروه فقد ظهرت آثار كبريائه وعظمته في السموات والأرض

{وهو العزيز} في انتقامه

{الحكيم} في أحكامه

﴿ ٠