تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل

أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م)

_________________________________

سورة الفتح

سورة الفتح مدنية وهى تسع وعشرون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم

_________________________________

{إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الفتح الظفر بالبلدة عنوة أو صلحا بحرب أو بغير حرب لانه مغلق مالم يظفر به فاذا ظفر به فقد فتح ثم قيل هو فتح مكة وقد نزلت مرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن مكة عام الحديبية عدة له بالفتح وجىء به لفظ على الماضى لانها فى تحققها بمنزلة الكائنة وفي ذلك من الفخامة والدلالة على علو شان المخبر عنه وهو الفتح مالا يخفى وقيل هو فتح الحديبية ولم يكن فيه قتال شديد ولكن ترام بين القوم بسهام وحجارة فرمى المسلمون المشركين حتى ادخلوهم ديارهم وسألوا الصلح فكان فتحا مبينا وقال الزجاج كان في فتح الحديبية آية للمسلمين عظيمة وذلك انه نزح ماؤها ولم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم مجه في البئر فدرت بالماء حتى شرب جميع الناس وقيل هو فتح خيبر وقيل معناه قضينا لك قضاء بينا علىاهل مكة ان يدخلها انت واصحابك من قابلى لتطوفوا بالبيت من الفتاحة وهى الحكومة

﴿ ١