تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة ق سورة ق مكية وهى خمس وأربعون آية بسم اللّه الرحمن الرحيم الكلام في _________________________________ {ق والقرآن المجيد} ٢{بل عجبوا} كالكلام في ص والرآن ذىالذكر بل الذين كفروا سوءا بسوءا لالتقائهما في اسلوب واحد والمجيد ذو المجد والشرف على غير ممن الكتب ومن احاط علما بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند اللّه وعند الناس وقوله بل عجبوا اى كفار مكة {أن جاءهم منذر منهم} ان محمد صلى اللّه عليه وسلم انكار لتعجبهم مما ليس بعجب وهو ان ينذرهم بالمخوف رجل منهم قد عرفوا عدالته وامانته ومن كان كذلك لم يكن الا ناصحا لقومه خائفا ان ينالهم مكروه واذا علم ان مخوفا اظلمهم لزمه ان ينذرهم فكيف بما هو غاية المخاوف وانكار لتعجبهم مما أنذرهم به من البعث مع علمهم بقدرة اللّه تعالى على خلق السموات والارض وما بينهما وعلى اختراع كل شىء واقرارهم بالنشأة الاولى مع شهادة العقل بانه لا بد من الجزاء ثم عول على احد الانكارين بقوله {فقال الكافرون هذا شيء عجيب ٣أئذا متنا وكنا ترابا} دلالة على تعجبهم من البعث ادخل في الاستبعاد واحق بالانكار ووضع الكافرون موضع الضمير للشهادة على انهم في قولهم هذا مقدمون على الكفر العظيم وهذا اشارة الى الرجع واذا منصوب بمضمر معناه احين نموت ونبلى نرجع تنا نافع وعلى وحمزة وحفص {ذلك رجع بعيد} مستبعد مسنكر كفولك هذا قول بعيد اى بعيد من الوهم والعادة ويجوز ان يكون الرجع بمعنى الرجوع وهو الجواب ويكون من كلام اللّه تعالى استبعاد الانكار هم ما انذروا به من البعث والوقف على ترابا على هذا حسن وناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى الرجوع ما دل عليه النذر من المنذر به وهو البعث ٤{قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} رد لاستبادهم الرجع لان من لطف علمه حتى علم ما تنقص من الارض من اجساد الموتى وتاكله من لحومهم وعظامهم كان قادرا على رجعهم احياء كما كانوا {وعندنا كتاب حفيظ} محفوظ من الشياطين ومن التغير وهو اللوح المحفوظ أو حافظ لما أودعه وكتب فيه ٥{بل كذبوا بالحق لما جاءهم} اضراب اتبع الاضراب الاول للدلالة علىانهم جاءوا بما هو افظع من تعجبهم وهو التكذيب بالحق الذى هو النبوة الثابتة بالمعجزات في اول وهلة من غير تفكر ولا تدبر {فهم في أمر مريج} مضطرب يقال مرج الخاتم في الاصبع اذا اضطرب من سعته فيقولون تارة شاعر وطورا ساحر ومرة كاهن لا يثبتون على شىء واحد وقيل الحق القرآن وقيل الاخبار بالبعث ثم دلهم على قدرته على البعث فقال ٦{أفلم ينظروا} حين كفروا بالبعث {إلى السماء فوقهم} الى آثار قدرة اللّه تعالى في خلق العالم {كيف بنيناها} رفعناها بغير عمد {وزيناها} بالنيرات {وما لها من فروج} من فتوق وشقوق اى انها سليمة من العيوب لافتق فيها ولا صداع ولا خلل ٧{والأرض مددناها} دحوناها {وألقينا فيها رواسي} جبالا ثوابت لولا هى لمالت {وأنبتنا فيها من كل زوج} صنف {بهيج} يبتهج به لحسنه ٨{تبصرة وذكرى} لتبصر به وتذكر {لكل عبد منيب} راجع الى ربه مفكر في بدائع خلقه ٩{ونزلنا من السماء ماء مباركا} كثير المنافع {فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} اى وحب الزرع الذى من شانه ان يحصد كالحنط والشعير وغيرهما ١٠{والنخل باسقات} طوالا في السماء {لها طلع} هو كل ما يطلع من ثمر النخيل {نضيد} منضور بعضه فوق بعض لكثرة الطلع وتراكمه أو لكثرة ما فيه من الثمر ١١{رزقا للعباد} اى انبتناها رزقا للعباد لان الانبات في معنى الرزق فيكون رزقا مصدرا من غير لفظة أو هو مفعول له اى انبتناها لرزقهم {وأحيينا به} بذلك الماء {بلدة ميتا} قد جف نباتها {كذلك الخروج} اى كما حييت هذه البلدة الميتة كذلك تخرجون احياء بعد موتكم لان احياء الموات كاحياء الاموات والكاف في محل الرفع على الابتداء ١٢{كذبت قبلهم} قبل قريش {قوم نوح وأصحاب الرس} هو بئر لم تطووهم قوم باليمامة وقبل اصحاب الاخدود {وثمود ١٣وعاد وفرعون} اراد بفرعون قومه كقوله من فرعون ملئهم لان المعطوف عليه قوم نوح والمعطوفات جماعات {وإخوان لوط ١٤وأصحاب الأيكة} سماهم اخوانه لان بينهم وبينه نسبا قريبا {وقوم تبع} هو ملك باليمن اسلم ودعا قومه الى الاسلام فكذبوه وسمى به لكثرة تبعه {كل} اى كل واحد منهم {كذب الرسل} لان من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميعهم {فحق وعيد} فوجب وحل وعيدى وفيه تسلية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتهديد لهم ١٥{أفعيينا} عي بالامر اذا يهتد لوجه عمله والهمزة للانكار {بالخلق الأول} اى إنا لم نعجز عن الخلق الاول فكيف نعجز عن الثانى والاعتراف بذلك اعتراف بالاعادة {بل هم في لبس} في خلط وشبهة قد لبس عليهم الشيطان وحيرهم وذلك تسويله اليهم ان احياء الموتى امر خارج عن العادة فتركوا لذلك الاستدلال الصحيح وهو ان من قدر على الانشاء كان على الاعادة اقدر {من خلق جديد} بعد الموت وانما نكر الخلق الجديد ليدل على عظمة شأنه وان حق ما سمع به ان يخاف ويهتم به ١٦{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} الوسوسة الصوت الخفى ووسوسة النفس ما يخطر ببال الانسان ويهجس في ضميره من حديث النفس والباء مثلها في قوله صوت بكذا {ونحن أقرب إليه} المراد قرب علمه منه {من حبل الوريد} هو مثل في فرط القر والوريد عرق في باطن العنق والحبل العرق والاضافة للبيان كقولهم بعير سانية ١٧{إذ يتلقى المتلقيان} يعنى الملكين الحافظين {عن اليمين وعن الشمال قعيد} التلقى التلقن بالحفظ والكتابة والقعيد المقاعد كالجليس بمعنى المجالس وتقديره عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقيين فترك احدهما لدلالة الثاني عليه كقوله رمانى بأمر كنت منه ووالدى بريئا ومن اجل الطوى رمانى اى رمانى بامر كنت منه بريئا وكان والدى منه بريئا واذا منصوب باقرب لما فيه منى يقرب والمعنى انه لطيف يتوصل علمه الى خطرات النفس ولا شىء اخفى منه وهو اقرب من الانسان من كل قريب حين يتلقى الحفيظان ما يتلفظ به ايذانا بان استحفاظ الملكين امر هو غنىعنه وكيف لا يستغنى عنه وهو مطلع على اخفى الخفيات وانما ذلك الحكمة وهى مافى كتبه الملكين وحفظهما وعرض صحائف العمل يوم القيامة من زيادة لطف له في الانتهاء عن السيئات والرغبة في الحسنات ١٨{ما يلفظ من قول} ما يتكلم به وما يرمى به من فيه {إلا لديه رقيب} حافظ {عتيد} حاضر ثم قيل يكتبان كل شىء حتى انينه في مرضه وقيل لا يكتبان الا ما فيه اجر أو وزر وقيل ان الملكين لا يجتنبانه الا عند الغائط ولاجماع لما ذكر انكارهم البعث واحتج عليهم بقدرته وعلمه اعلمهم ان ما انكروه هم لا قوة عن قريب عند موتهم وعند قيام الساعة ونبه على اقتراب ذلك بان عبر عنه بلفظ الماضى هو قوله ١٩{وجاءت سكرة الموت} اى شدته الذاهبة بالفعل ملتبسة {بالحق} اى بحقيقة الامر أو بالحكمة {ذلك ما كنت منه} الاشار الى الموت والخطاب للانسان في قوله ولقد خلقنا الانسان على طريق الالتفات {تحيد} تنفرد وتهرب ٢٠{ونفخ في الصور} يعنى نفخة البعث {ذلك يوم الوعيد} اى وقت ذلك يوم الوعيد على حذف المضاف الاشارة الى مصدر نفخ ٢١{وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} اى ملكن احدها يسوقه الى المحشر والاخر يشهد عليه بعمله ومحل معها سائق النصب على الحال من كل لتعرفة بالاضافة الى ما هو في حكم المعرفة ٢٢{لقد كنت} اى يقال لها لقد كنت {في غفلة من هذا} النازل بك اليوم {فكشفنا عنك غطاءك} اى فأنزلنا غفلتك بما تشاهد {فبصرك اليوم حديد} جعلت الغلة كانها غطاء غطى به جسده كله أو غشاوة غطى بها عينيه فهو لا يبصر شيئا فاذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت عنه الغفلة وغطاؤها فيبصر ما لم يبصره من الحق ورجع بصره الكليل عن الابصار لغفلته حديدا لتيقظه ٢٣{وقال قرينه} الجمهور على انه الملك الكاتب الشهيد عليه {هذا} اى ديوان عمله مجاهد شيطانه الذى قيض له في قوله نقيض له شيطانا فهو له قرين هذا اى الذى وكلت به {ما لدي عتيد} هذا مبتدأوما فكرة بمعنى شىء والظرف بعده وصف له وكذلك عيد وما وصفتها خبر هذا والتقدير هذا شىء ثابت لدى عتيد ثم يقول اللّه تعالى ٢٤{ألقيا} والخطاب للسائق والشهيد أو لمالك وكان الاصل الق الق فناب القيا عن الق الق لان الفاعل كالجزء من الفعل فكانت تثنة الفاعل نائبة عن تكرار الفعل وقيل اصله القين والالف بدل من النون اجراء للوصل مجرى الوقف دليله قراءة الحسن القين {في جهنم كل كفار} بالنعم والمنعم {عنيد} معاند مجانب للحق معاد لاهله ٢٥{مناع للخير} كثير المنع للمال عن حقوقه أو مناع لجنس الخير ان يصل الى اهله {معتد} ظالم متخبط للحق {مريب} شاك في وفي دينه ٢٦{الذي جعل مع اللّه إلها آخر} مبتدأ متضمن معنى الشرط خبره {فألقياه في العذاب الشديد} أو بدل من كل كفار فالقياة تكرير للتوكيد ولا يجوز ان يكون صفة لكفار لان النكرة لا توصف بالموصول ٢٧{قال قرينه} اى شيطانه الذى قرن به وهو شاهد لمجاهد وانما اخليت هذه الجملة عن الواو دون الاولى لان الاولى واجب عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول اعنى مجىء كل نفس مع الملكين وقول قرينه ما قال له واما هذه نهى مستأنفة كما نستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما في مقاولة موسى وفرعون فكأن الكافر قال رب هو اطغانىفقال قرينه {ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} اى ما اوقعته في الطغيان ولكنه طغى واختار الضلالة على الهدى ٢٨{قال لا تختصموا} هو استئناف مثل قوله تعالى قال قرينه كأن قائلا قال فماذا قال اللّه فقيل قال لا تختصموا {لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد} اى لا تختصموا في دار الجزاء وموقف الحساب فلا فائدة في اختصامكم ولا طائل تحته وقد اوعدتكم بعذابى على الطغيان في كتبى وعلى السنة رسلى فما تركت لكم حجة على والباء في بالوعيد مزيدة كما في قوله ولا تلقوا بايديكم أو معدية على ان قدم مطاوع بمعنى تقدم ٢٩{ما يبدل القول لدي} اى لا تطمعوا ان ابدل قولى ووعيدى بادخال الكفار في النار {وما أنا بظلام للعبيد} فلا اعذب عبدا بغير ذنب وقال بظلام على لفظ المبالغة لانه من قولك هو ظالم لعبده وظلام لعبيده ٣٠{يوم} نصب بظلام أو بمضمر هو اذكر وانذر {يقول} نافع واو بكرى اى يقول اللّه {لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} وهو مصدر كالمجيد اى أنها تقول بعد امتلائها هل من مزيد اى هل تقى في موضع لم يمتلىء يعنى قد امتلأت أو أنها تستزيد وفيها موضع للمزيد وهذا على تحقيق القول من جهنم وهو غير مستنكر كانطاق الجوارح والسؤال لتوبخ الكفرة لعلمه تعالى بانها امتلأت أم لا ٣١{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد} غير نصب على الظرف أي مكانا غير بعيد أو على الحال وتذكيره لانه على زنة المصدر كالصليل والمصادر يستوى في الوصف بها المذكر والمؤنث أو على حذف الموصوف اى شيئا غيربعيد ومعناه التوكيد كما تقول هو قريب غير بعيد وعزيز غير ذليل ٣٢{هذا} مبتدأ وهو اشارة الى الثواب أو الى مصدر ازلفت {ما توعدون} صفة وبالياء مكى {لكل أواب} رجاع الى ذكره اللّه خبره {حفيظ} حافظ لحدوده جاء في الحديث: من حافظ على اربع ركعات في اول النهار كان أوابا حفيطا ٣٣{من} مجرور المحل بدل من اواب أو رفع بالابتداء وخبره ادخلوها على تقدير يقال لهم ادخلوها بسلام لان من في معنى الجمع {خشي الرحمن} الخشية انزعاج القلب عند ذكر الخطيئة وقرن الخشية اسمه الدال على سعة الرحمة للثناء البليغ على الخاشي وهو خشيته مع علمه انه الواسع الرحمة كما اثنى عليه بانه خاش مع ان المختشى منه غائب {بالغيب} حال من المعفول اى خشية وهو غائب أو صفة لمصدر خشى اى خشية خشية ملتبسة بالغيب حيث خشى عقابه وهو غائب الحسن اذا اغلق الباب وارخى الستر {وجاء بقلب منيب} راجع الى اللّه وقيل بسريرة مرضية وعقيدة صحيحة ٣٤{ادخلوها بسلام} اى سالمين من زوال النعم وحلول النقم {ذلك يوم الخلود} اى يوم تقدير الخلود كقوله فادخلوها خالدين اى مقدرين الخلود ٣٥{لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد} على ما يشتهون الجمهور على انه رؤية اللّه تعالى بلا كيف ٣٦{وكم أهلكنا قبلهم} قبل قومك {من قرن} من القرون الذين كذبوا رسلهم {هم أشد منهم} من قومك {بطشا} قوة وسطوة {فنقبوا} فخرقوا {في البلاد} وطافوا والتنقيب التنقير عن الامر والبحث والطلب ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله هم اشد منهم بشطا اى شدة بطشهم اقدرتهم على التنقيب وقوتهم عليه ويجوز ان يراد فنقب اهل مكةة في اسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون فهل راوا لهم محيصا حتى يؤملوا مثله لانفسهم ويدل عليه قراءة من قرأ فنقبواعلى الامر {هل من محيص} مهرب من اللّه أو من الموت ٣٧{إن في ذلك} المذكور {الذكرى} تذكرة وموعظة {لمن كان له قلب} واع لان من لا يعى قلبه فكانه لا قلب له {أو ألقى السمع} أصغى الى المواعظ {وهو شهيد} حاضر بفطنته لان من لا يحضر ذهنه فكأنه غائب ٣٨{ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} اعياء قيل نزلت في اليهود لعنت تكذيبا لقولهم خلق اللّه السموات والارض في ستة ايام اولها الاحد واخرها الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش وقالوا ان الذى وقع من التشبيه في هذه الأمة انما وقع من اليهود ومنهم اخذ وانكر اليهود التربيع في الجلوس وزعموا انه جلس تلك الجلسة يوم السبت ٣٩{فاصبر على ما يقولون} اى على ما يقول اليهود وياتون به من الكفر والتشبيه أو على ما يقول المشركون في امر البعث فان من قدر على خلق العالم قدر على بعثهم والانتقام منهم {وسبح بحمد ربك} حامدا ربك والتسبيح محمول على طاهرة أو علىالصلاة فالصلاة {قبل طلوع الشمس} القمر {وقبل الغروب} الظهر والعصر ٤٠{ومن الليل فسبحه} العشا آن أو التهجد {وأدبار السجود} التسبيح في آثار الصلوات والسجود والركوع يعبر بهما عن الصلاة وقيل النوافل بعد المكتوبات أو الوتر بعد العشاء والادبار جمع دبر وادبار حجازى وحمزة وخلف من ادبرت الصلاة اذا انقضت وتمت ومعناه وقت انقضاء السجود كقولهم آتيك خفوق النجم ٤١{واستمع} لما اخبرك به من حال يوم القيامة وفى ذاك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به وقد وقف يعقوب عليه وانتصب {يوم يناد المناد} بما دل عليه ذلك يوم الخروج اى يوم ينادى المنادى يخرجون من القبور وقيل تقديره واستمع حديث يوم ينادى المنادى المنادى بالياء في الحالين مكى وسهل ويعقوب في الوصل مدنى وأبو عمرو وغيرهم بغير ياء فيهما والمنادى اسرافيل في الصور وينادي ايتها العظام البالية والاوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة ان اللّه يأمركن تجتمعن لفصل القضاء وقيل اسرافيل ينفخ وجبريل ينادى بالحشر {من مكان قريب} من صخرة بيت المقدس وهى اقرب من الارض الى السماء باثنى عشر ميلا وهى وسط الارض ٤٢{يوم يسمعون الصيحة} بدل من يوم ينادى الصيحة النفخة الثانية {بالحق} متعلق بالصيحة والمراد به البعث والحشر للجزاء {ذلك يوم الخروج} من القبور ٤٣{إنا نحن نحيي} الخلق {ونميت} اى نميتهم في الدنيا {وإلينا المصير} اى مصيرهم ٤٤{يوم تشقق} خفيف كوفى وأبو عمرو وغيرهم بالتشديد {الأرض عنهم} اى تتصدع الارض فتخرج الموتى من صدوعها {سراعا} حال من المجرور اى مسرعين {ذلك حشر علينا يسير} هين وتقديم الظرف يدل على الاختصاص اى لا يتيسر مثل ذلك الامر العظيم الاعلى القادر الذى لا يشغله شان عن شان ٤٥{نحن أعلم بما يقولون} فيك وفينا تهديد لهم وتسلية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {وما أنت عليهم بجبار} كقوله بمسيطر اى ما انت بمسلط عليهم انما انت داع وباعث قيل هو من جبره على الامر بمعنى اجبره اي ما انت بوال عليهم تجبرهم على الايمان {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} كقوله انما انت منذر من يخشاها لانه لا ينفع الا فيه واللّه اعلم |
﴿ ٠ ﴾