تفسير النسفى: مدارك التنزيل وحقائق التأويل أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود النسفى الحنيفي (ت ٧١٠ هـ ١٣١٠م) _________________________________سورة النجم سورة النجم اثنتان وستون آية مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١{والنجم} اقسم بالثريا أو بجنس النجوم {إذا هوى} اذا غربت أو انتثر يوم ا لقيامة وجواب القسم ٢{ما ضل} عن قصد الحق {صاحبكم} اى محمد صلى اللّه عليه وسلم والخطاب لقريش {وما غوى} في اتباع الباطل وقيل لاضلال نقيض الهدى والغى نقيض الرشد اى هو مهتد راشد وليس كما تزعمون من نسبتكم اياه الى الضلال والغى ٣{وما ينطق عن الهوى} ٤{إن هو إلا وحي يوحى} وما اتاكم به من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه انا هو وحى من عند اللّه يوحى اليه ويحتج بهذه الآية القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورايه انما هو وحى من عند اللّه يوحى اليه ويحتج بهذه الآية من لا يرى الاجتهاد للانبياء عليهم السلام ويجاب بأن اللّه تعالى اذا سوغ لهم الاجتهاد وقررهمعليه كان كالوحى لا نطقا عن الهوى ٥{علمه} علم محمد عليه السلام {شديد القوى} ملك شديد قواه والاضافة غير حقيقة لانها اضافة الصفة المشبهة الى فاعلها وهو جبريل عليه السلام عند الجمهور ومن قوته انه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الاسود وحملها على جناحه ورفعها الى السماء ثم قلبها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين ٦{ذو مرة} ذو منظر حسن عن ابن عباس {فاستوى} فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التى كان يتمثل بها كلما هبط بالوحى وكان ينزل في صورة وحيه وذلك ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احب ان يراه في صورته التى جبل عليها فاستوى له في الافق الاعلى وهو افق الشمس فملأ الافق وقيل ما رآه احد من انبياء عليهم السلام في صورته الحقيقية سوى محمد صلى اللّه عليه وسلم مرتين مرة في الارض ومرة في السماء ٧{وهو} اى جبريل عليه السلام {بالأفق الأعلى} مطلع الشمس ٨{ثم دنا} جبريل من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم {فتدلى} فزاد في القرب وتدلى هو النزول يقرب شىء ٩{فكان قاب قوسين} مقدار قوسين عربيتين وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذرع والباع ومنه لا صلاة الى ان ترتفع الشمس مقدار رمحين وفى الحديث لقاب قوس احدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها والقد السوط وتقديره فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين فحذفت هذه المضافات {أو أدنى} اى على تقديركم كقوله أو يزيدون وهذا لانهم خطوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وهم يقولون هذا قدر رمحين أو انقص وقيل بل ادنى ١٠{فأوحى} جبريل عليه السلام {إلى عبده} الى عبداللّه وان لم يجر لاسمه ذكر لانه لا يلتبس كقوله ما ترك على ظهرها {ما أوحي} تفخيم للوحى الذى اوحى اليه قيل اوحى اليه ان الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى الامم حتى تدخلها امتك ١١{ما كذب الفؤاد} فؤاد محمد {ما رأى} ما رآه ببصره من صورة جبريل عليه السلام اى ما قال فؤاده لما رآه لم اعرفك ولو قال ذلك لكان كاذبا لانه عرفه يعنى انه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في ان ما رآه حق وقيل المرئى هو اللّه سبحانه رآه بعين رأسه وقيل بقلبه ١٢{أفتمارونه} افتجادلونه من المراء وهو المجادلة واشتقاقه من مرى الناقة كان كل واحد من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه افتمرنه حمزة وعلى وخلف ويعقوب افتغلبونه في المراء من ماريته فمريته ولما فيه من معنى الغلبة قال {على ما يرى} فعدى بعلى كما تقول غلبته على كذا وقيل افتمرونه افتجدونه يقال مريته حقه اذا جحدته وتعديته بعلى لا تصح الاعلى مذهب التضمين ١٣{ولقد رآه} راى محمد جبريل عليهما السلام {نزلة أخرى} مرة لا تصح الا على مذهب التضمين {ولقد رآه} راى محمد جبريل عليهما السلام {نزلة أخرى} مرة اخرى من النزل نصبت النزلة نصب الظرف الذى هو مرة لان الفعلة اسم للمرة من الفع فكانت في حكمها اى نزل عليه جبريل عليه السلام نزلة اخرى في صورة نفسه فرآه عليها وذلك ليلة المعراجالمأوى ١٤{عند سدرة المنتهى} الجمهور على انها شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش والمنتهى بمعنى موضع الانتهاء أو الانتهاء كانها في منتهى الجنة واخرها وقيل لم يجاوزها احدو اليها ينتهى علم الملائكة وغيرهم ولا يعلم احد ما وراءها وقيل تنتهى اليها ارواح الشهداء ١٥{عندها جنة المأوى} اى الجنة التى يصير اليها المتقون وقيل تأوى لايها ارواح الشهداء ١٦{إذ يغشى السدرة ما يغشى} اى رآه اذ يغشى السدرة ما يغشى وهو تعظيم وتكثير لما يغشاها فقد علم بهذه العبارة ان ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة اللّه تعالى وجلاله اشياء لا يحيط بها الوصف وقد قيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون اللّه تعالى عندها وقيل يغشاها فراش من ذهب ١٧{ما زاغ البصر} بصر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما عدل عن رؤية العجائب التى مر برؤيتها ومكن منها {وما طغى} وما جاوز ما امر برؤيته ١٨{لقد رأى} واللّه لقد راى {من آيات ربه الكبرى} الآيت التى هى كبراها وعظماها يعنى حين رقى به الى السماء فأرى عجائب الملكوت ١٩أفرأيتم اللات والعزى ٢٠ومناة الثالثة اى اخبرونا عن هذه الاشياء التى تعبدونها من دون اللّهعز وجل هل لها من القدرة والعظمةالتى وصف بها رب العزة اللات والعزى ومناة اصنام لهم وهى مؤنثات فاللات كان لثقيف بالطائف وقيل كانت بنهخلة تعبدها قريش وهى فعلة من لوى لانهم كانوا يلوون عليها ويعكفون للعبادة والعزى كانت لغطفان وهى سمرة واصلها تأنيث الاعز وقطعها خالدين الوليد ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة وقيل لثقيف وكانها سميت مناة لان دماء النسائك كانت تمنى عندها اى تراق ومناءة مكى مفعلة من النوء كانهم كانوا يستمطرون عندها الانواء تبركا بها {الأخرى} هى صفة ذم اى المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله قالت اخراهم لاولاهم اى وضعاؤهم لرؤسائهم واشرافهم ويجوز ان تكون الاولية والتقدم عندهم للات والعزى كانوا يقولون ان الملائكة وهذه الاصنام بنات اللّه وكانوا يعبدونهم ويزعمون انهم شفعاؤهم عنداللّه مع وأدهم البنات وكراهتم لهن فقيل لهم ٢١{ألكم الذكر وله الأنثى ٢٢تلك إذا قسمة ضيزى} اى جعلكم للّه البنات ولكم البنين قسمة ضيزى اى جائرة من ضازة يضيزه اذا اضامه وضيزى فعلى اذ لا فعلى في النعوت فكسرت الضاد للياء كما قيل ميض وهو بوض مثل حمر وسود ضئزى بالهمز مكى من ضأز مثل ضازه ٢٣{إن هي} ما الاصنام {إلا أسماء} ليس تحتها في الحقيقة مسميات لانكم تدعون الالهية لما هو ابعد شىء منها واشد منافاة لها {سميتموها} اى سميتم بها يقال سميته زيد أو سميته يزيد {أنتم وآباؤكم ما أنزل اللّه بها من سلطان} حجة {إن يتبعون إلا الظن} الا توهم ان ماهم عليه حق {وما تهوى الأنفس} وما تشتهيه انفسهم {ولقد جاءهم من ربهم الهدى} الرسول والكتاب فتركوه ولم يعملوا به ٢٤{أم للإنسان ما تمنى} هى ام المنقطعة ومعنى الهمزة فيها الانكار اى ليس للانسان يعنى الكافر ما تمنى من شفاعة الاصنام أو من قول ولئن رجعت الى ربى ان لى عنده للحسنى وقيل هو تمنى بعضهم ان يكون هو النبى ٢٥{فللّه الآخرة والأولى} اى هو مالكهما وله الحكم فيهما يعطى النبوة وشافعة من شاء وارتضى لا من تمنى ٢٦{وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى} يعنى ان امر الشفاعة ضيق فان الملائكة مع قربتهم وكثرتهم لو شفعوا باجمعهم لا حد لم تغن شفاعتهم شيئا قط ولا تنفع الا اذا شفعوا من بعد ان ياذن اللّه لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه هلا لان يشفع له فكيف تشفع الاصنام اليه لعبدتهم ٢٧{إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة} اى كل واحد منهم {تسمية الأنثى} لانهم اذا قالوا الملائكة بنات اللّه فقد سموا كل واحد منهم بنتا وهى تسمية الانثى ٢٨{وما لهم به من علم} اى بما يقولون وقرى بها اى بالملائكة أو التسمية {إن يتبعون إلا الظن} هو تقليد الآباء {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} اى انما يعرف الحق الذى هو حقيقة الشىء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظن والتوهم ٢٩{فأعرض عن من تولى عن ذكرنا} فأعرض عمن رأيته معرضا عن ذكر اله اى القرآن {ولم يرد إلا الحياة الدنيا ٣٠ذلك} اى اختيارهم النيا والرضا بها {مبلغهم من العلم} منتهى علمهم {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} اى هو اعلم بالضال والمهتدى ومجازيهما ٣١{وللّه ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا} بعقاب ما عملوا من السوء أو بسبب ما عملوا من السوء {ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} بالمثوبة الحسنى وهى الجنة أو بسبب الاعمال الحسنى والمعنى ان اللّه عز وجل انما خلق العالم وسوى هذه الملكوت ليجزى المحسن من المكلفين والسمى منهم اذا لملك اهل لنصر الاولياء وقهر الاعداء ٣٢{الذين} بدل اوفى موضع رفع على المدح اى هم الذين {يجتنبون كبائر الإثم} اى الكبائر من الاثم لان الاثم جنس يشتمل على كبائرر وصغائر والكبائر لاذنوب التى يكبر عقابها كبير حمزة وعلى اى النوع الكبير منه {والفواحش} افحس من الكبائر انه قال والفواحش منها خاصة قيل الكبائر ما اوعد اللّه عليه النار والفواحس ما شرع فيها الحد {إلا اللمم} اى الصغائر والاستثناء منقطع لانه ليس من اكبائر والفواحش وهو كالنظرة والقيلة واللمسة والغمزة {إن ربك واسع المغفرة} فيغفر ما شاء من الذنوب من غي توبة {هو أعلم بكم إذ أنشأكم} اى اباكم {من الأرض وإذ أنتم أجنة} جمع جنين {في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم} فلا تنسبوها الى زكاء العمل وزيادة الخير والطاعات أو الى الزكاة والطهارة من المعاصى ولا تثنوا عليها واهضموها فقد علم اللّه الزكى منكم والتقى اولا وآخر اقبل ان يخرجكم من صلب آدم عليه السلام وقبل ان تخرجوا منبطون امهاتكم وقيل كان نهاس يعملون اعمالا حسنة ثم يقولون صلاتنا وصيامنا وحجنا فنزلت وهذا اذا كان على سبيل الاعجاب أو الرياء لاعلى سبيل الاعتراف بالنعمة فانه جائز لان المسرة بالطاعة طاعة وذكرها شكر {هو أعلم بمن اتقى} فاكتفوا بعلمه عن علم الناس وبجزائه عن ثناء الناس ٣٣{أفرأيت الذي تولى} اعرض عن الايمان ٣٤{وأعطى قليلا وأكدى} قطع عطيته وامسك واصله كداء الحافر وهو ان تلقاه كدية وهى صلابة كالصخرة فيمسك عن الحفر عن ابن عباس رضى اللّه عنهما فيمن كفر بعد الايمان وقيل في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول اله صلى اللّه عليه وسلم فعيره بعض الكافرين وقال له تركت دين الاشياخ وزعمت انهم في النار قال انى خشيت عذا اللّه فضمن له ان هو اعطه شيئا من ماله ورجع الى شركة ان يتحمل عنه عذاب اللّه عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل به ومنعه ٣٥{أعنده علم الغيب فهو يرى} فهو يعلم ان ما ضمنه من عذاب اللّه حق ٣٦{أم لم ينبأ} بخبر {بما في صحف موسى} اى التوراة ٣٧{وإبراهيم} اى وفى صحف ابراهيم {الذي وفى} اى وفر واتم كقوله فاتمهن واطلاقه ليتناول كل وفاء وتوفية وقرىء مخففا والتشديد مبالغة في الوفاء وعن الحسن ما أمره اللّه بشىء الا وفى به وعن عطاء بن السائب عهد ان لا يسأل مخلوقافلما قذف في النار قال له جبريل الك حاجة فقال اما اليك فلا وعن النبى صلى اللّه عليه وسلم وفى عمله كل يوم باربع ركعات في صدر النهار وهى صلاة الضحى وروى الا اخبركم لم سمى اللّه خليله الذى وفى كان يقول اذا اصبح واذا امسى فسبحان اللّه حين تمسون الى حين تظهرون وقيل وفي سهام الاسلام وهى ثلاثون عشرة في التوبة التائبون وعشرة في الاحزاب ان المسلمين وعشرة في المؤمنين قد افلح المؤمنون ثم اعلم بما في صحف موسى وابراهيم فقال ٣٨{ألا تزر وازرة وزر أخرى} تز من وزر يزر اذا اكتسب وزرا وهو الاثم وان مخففة من الثقيلة والمعنى انه لا تزر والضمير ضمير الشان ومحل ان وما بعدهاالجر بدلا من في صحف موسى أو الرفع على هو ان لا تزر كان قائلا قال وما في صحف موسى وابراهيم فقيل الا تزر وازرة اخرى اى الا تحمل نفس ذنب نفس ٣٩{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} الا سعيه وهذه ايضا مما في صحق ابراهيم وموسى واما ما صح في الاخبار من الصدقة من الميت والحج عنه فقد قيل ان سعى غيره لما لم ينفعه الا مبنيا على سى نفسه وهو ان يكون مؤمنا كان سعى غيره كانه سعى نفسه لكونه تابعا له وقائما بقيامه ولان سعى غيره لا ينفعه اذا عمله لنفسه ولكن اذا نواه به فهو بحكم الشرع كالنائب عنه والوكيل القائم مقامه ٤٠{وأن سعيه سوف يرى} اى يرى هو سعيه يو القيامة في ميزانةن ٤١{ثم يجزاه} ثم يجزى العبد سعيه يقال جزاءه اللّه عمله وجزاه على عمله بحذف الجار وايصال الفعل ويجوز ان يكون الضمير للجزاء ثم فسره بقوله {الجزاء الأوفى} أو ابدله عنه ٤٢{وأن إلى ربك المنتهى} هذاكله في الصحف الاولى والمنتهى مصدر بمعنى الانتهاء اى ينتهى اليه الخلق ويرجعون اليه كقوله ولاى اللّه المصير ٤٣{وأنه هو أضحك وأبكى} خلق الضحك والبكاء وقيل خلق الفرح والحزن وقيل اضحك المؤمنين في العقبى بالمواهب وأبكاهم في الدنيا بالنوائب ٤٤{وأنه هو أمات وأحيا} قيل أمت الآباء وأحيا الابناء أو أمات بالكفر واحيا بالايمان أو امت هنا واحيا ثمة ٤٥{وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ٤٦ من نطفة إذا تمنى} اذا تدفق في الرحيم يقال منى وامنى ٤٧{وأن عليه النشأة الأخرى} الاحياء بعد الموت ٤٨{وأنه هو أغنى وأقنى} واعطى القنية وهى المال الذى تأثلته وعزمت ان لا تخرجه من يدك ٤٩{وأنه هو رب الشعرى} هو كوكب يطلع بعد لاجوزاء في شدة لاحر وكانت خزاعة تعبدها فاعلم اللّه انه رب معبودهم هذا ٥٠{وأنه أهلك عادا الأولى} هم قوم هود وعاد الاخرى ارم عاد الولى مدنى وبصرى غير سهل بادغام التنوين في اللام وطرح همزة اولى ونقل ضمتها الى لام التعريف ٥١{وثمود فما أبقى} حمزة وعاصم الباقون وثمود وهو معطوف على عادا ولا ينصب بفما ابقى لان ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلة لا تقول زيد فضربت وذا ما بعد النفى لا يعمل فيما قبله والمعنى واهلك ثمود فما ابقاهم ٥٢{وقوم نوح} اى واهلك قوم نوح {من قبل} من قبل عاد وثمود {إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} من عاد وثمود لانهم كانوا يضربونه حتى لا يكون به حراك وينفرون عنه حتى كانوا يحذرون صبيانهم ان يسمعوا منه ٥٣{والمؤتفكة} والقرى التى ائتفكت باهلها اى انقلبت وهم قوم لوط يقال افكه فأنفك {أهوى} اى رفعها الى السماء على جناح جبريل ثم اهواها الى الارض اى اسقطها والمؤتفكة منصوب باهوى ٥٤{فغشاها} البسها {ما غشى} تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وامطر عليها من الصخر المنضود ٥٥{فبأي آلاء ربك} ايها المخاطب {تتمارى} تتشكك بما اولاك من النعم أو بما كفاك من النقم أو باى نعم ربك الدالة على وحدانيته وربوبيته تشكك ٥٦{هذا نذير} اى محمد منذر {من النذر الأولى} من المنذرين الاولين وقال الاولى على تاويل الجماعة أو هذا القرآن تنذير من النذر الاولى اى نذار منجنس الانذارات الاولى التى انذر بها من قبلكم ٥٧{أزفت الآزفة} قربت الموصوفة بالقرب في قوله اقتربت الساعة ٥٨{ليس لها من دون اللّه كاشفة} اى ليس لها نفس كاشفة اى مبينة متى تقوم كقوله لا يجليها لوقتها الا هو اوليس لهانفس كاشفة اى قادرة على كشفها اذا وقعت الا اللّه تعالى غير انه لا يكشها ٥٩{أفمن هذا الحديث} اى القرآن {تعجبون} انكارا ٦٠{وتضحكون} استهزءا {ولا تبكون} خشوعا ٦١{وأنتم سامدون} غافلون اولا هون لاعبون ومكانوا اذا سمعما القران عارضوه بالغناء ليشغلوا الناس عن استماعه ٦٢{فاسجدوا للّه واعبدوا} اى فاسجدوا للّه واعبدوه ولا تعبدوا الآلهة واللّه اعلم |
﴿ ٠ ﴾